نورالدين بازين / تصوير: ف. الطرومبتي
في خطوة لافتة وغير تقليدية، اجتمعت لجنة مختلطة من ولاية جهة مراكش آسفي، المجلس الجماعي، مؤسسة العمران، والسلطة المحلية اليوم السبت 31 غشت2024، لمعاينة الزليج الذي من المقرر استخدامه في ساحة جامع الفنا. ضمت اللجنة، التي أُقرت تحت إشراف باشا المدينة القديمة وقائد ساحة جامع الفنا، و ممثلة عن عمدة مدينة مراكش. إلا أن ما أثار استياء الكثيرين هو الطريقة التي تم بها فحص الزليج.
بدلاً من الاستعانة بخبراء معماريين أو متخصصين في الزليج، قامت عملية الفحص بواسطة عمال الإنعاش الذين قاموا بصب الماء على الزليج وتنظيفه. هذه الطريقة، التي تُعتبر غير متخصصة، أثارت تساؤلات حول مدى دقة وموضوعية الفحوصات التي أجريت، ومدى استعداد اللجنة لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالزليج المخصص لساحة تاريخية ذات رمزية ثقافية كبيرة.
ساحة جامع الفنا، التي تُعد من أبرز معالم مدينة مراكش وتعتبر موقعًا ثقافيًا وتاريخيًا هامًا، تتطلب اهتمامًا خاصًا في اختيار المواد التي تُستخدم في تجديدها وصيانتها. كان من المتوقع أن يتم التحقق من جودة الزليج واختباره وفق معايير معمارية وفنية صارمة، بدلاً من الاعتماد على أساليب قد تكون غير دقيقة أو غير كافية.
هذه الخطوة تثير القلق بين سكان المدينة والمراقبين، حيث يتساءلون عن مدى ملاءمة الزليج المختار، وما إذا كانت اللجنة قد اتخذت القرار الصحيح بناءً على فحص غير متخصص. يبرز هذا الوضع الحاجة إلى مراجعة الإجراءات المتبعة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع الكبرى، وضمان إشراك الخبراء المؤهلين في كل مرحلة لضمان الجودة والحفاظ على تراث المدينة.
إن تجاهل الخبرة المتخصصة في عملية فحص الزليج قد يُعَدّ إشارة إلى إهمال في إدارة المشاريع الكبرى، ويثير المخاوف من أن تكون قرارات مصيرية قد تُتخذ بطريقة غير مدروسة، مما قد يؤثر سلبًا على الحفاظ على ساحة جامع الفنا كوجهة سياحية وتاريخية هامة.
