نورالدين بازين
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في المغرب، تشهد جهة مراكش آسفي تحركات مكثفة من قبل رؤساء الجماعات الترابية الذين يسعون لتحضير الساحة السياسية والشعبية لصالحهم. لكن هذه التحضيرات لا تخلو من الجدل، حيث يشير بعض المراقبين إلى أن بعض الرؤساء يقدّمون وعوداً واهية ويستعينون بجمعيات المجتمع المدني الموالية لتعزيز موقفهم. كيف يتم ذلك؟ وما هي الآثار المحتملة على العملية الانتخابية؟
ويتبع بعض رؤساء الجماعات في مراكش آسفي، وأغلبهم متابعين قضائيا في ملفات تتعلق بالمال العام وبإصدار شيكات بدون رصيد، استراتيجية تقديم وعود مبالغ فيها وغير قابلة للتحقيق. تشمل هذه الوعود مشاريع تنموية ضخمة وتحسينات غير ملموسة في وقت قصير. يُلاحظ أن هذه الوعود تهدف إلى جذب الناخبين وتحقيق مكاسب انتخابية، ولكنها غالباً ما تفتقر إلى الجدية والتنفيذ الفعلي.
ويتم حشد جمعيات المجتمع المدني التي تشكل جزءاً من الشبكة السياسية للرؤساء لدعم حملاتهم الانتخابية. هذه الجمعيات تُستغل كواجهة لإضفاء مصداقية على وعودهم وتعزيز مواقفهم أمام الجمهور. يتم تنظيم فعاليات مشتركة، وورش عمل، ولقاءات ترويجية لزيادة التأثير الإعلامي والسياسي للرؤساء.
وتشير بعض التقارير إلى أن رؤساء الجماعات يستغلون الموارد العامة مثل الميزانيات والمرافق العامة في حملاتهم الانتخابية. يتم توجيه هذه الموارد نحو مشاريع ظاهرية تهدف إلى تحسين صورتهم، بدلاً من تلبية احتياجات السكان الحقيقية.
و غالباً ما يفتقر هؤلاء الرؤساء إلى الشفافية في تعاملاتهم، مما يعيق قدرة المواطنين على تقييم الأداء الفعلي والإنجازات. يتم تقليص دور الرقابة الشعبية وإخفاء المعلومات التي قد تكشف عن فشل مشاريعهم أو عدم تنفيذ الوعود.
و يتم استخدام استراتيجيات دعائية متقدمة لتأثير على الناخبين، مثل الإعلان المكثف عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي. تستهدف هذه الحملات تعزيز الصورة الإيجابية للرؤساء وتجاهل الجوانب السلبية لعملهم.
و من خلال تقديم وعود واهية وحشد جمعيات المجتمع المدني الموالية، يسعى بعض رؤساء الجماعات الترابية في جهة مراكش آسفي إلى تعزيز مواقفهم السياسية استعداداً للانتخابات البرلمانية.
وللاشارة، رغم أن هذه الاستراتيجيات قد تمنحهم بعض الفوائد الانتخابية على المدى القصير، فإنها تثير تساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية ومدى التزامهم بمصالح المواطنين الحقيقية. من المهم أن يكون الناخبون واعين لهذه التكتيكات وأن يطالبوا بالشفافية والمساءلة من قبل القادة السياسيين.