نورالدين بازين
تساؤلات عديدة يطرحها سكان تسلطانت حول مصير المشاريع المعلقة في منطقتهم. فرغم الوعود التي تلقوها من الجهات المسؤولة، يبدو أن هذه المشاريع لم تشهد النور بعد، مما أثار سخطاً واسعاً بين المواطنين. فما هي الأسباب التي تعيق تنفيذ هذه المشاريع؟ وهل يمكن أن نرجع ذلك إلى تقصير إداري، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في تأخيرها؟
و من بين المشاريع التي انتظرها سكان تسلطانت طويلاً، نجد مشروع دار الولادة، المركب الرياضي، وابتدائية زمران التي تم تأجيل صفقتها أكثر من مرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع حيوية مثل مستوصف زمران، المرآب الجديد، ومشاريع تهيئة مداخل الدواوير والمطبات التي تعزز السلامة في التجزئات السكنية. كل هذه المشاريع كانت مبرمجة في الفترات السابقة أو برمجت في إطار الفائض الذي تركه المجلس السابق، لكن لم يتم تنفيذها حتى الآن.
القيادة الحالية للمجلس الجماعي لتسلطانت، تتذرع دوماً بـ “البلوكاج” كسبب لتأخير تنفيذ المشاريع. لكن، هل فعلاً هذا هو السبب الوحيد؟ أم أن هناك عوامل أخرى مثل سوء التخطيط، أو البيروقراطية، أو حتى مشاكل في إدارة الميزانيات يمكن أن تكون السبب؟ إن تكرار استخدام مصطلح “البلوكاج” يعكس إما عدم القدرة على مواجهة المشاكل الحقيقية، أو ربما محاولة لتبرير التقصير.
والجدير بالذكر أن سكان جماعة تسلطانت تستحق معرفة السبب وراء تأخير المشاريع. هم لا يريدون فقط سماع تصريحات واهية، بل يبحثون عن إجابات واضحة. لماذا لم يتم استكمال المشاريع المبرمجة؟ كيف يمكن للمسؤولين معالجة هذا التأخير؟ الشفافية في تقديم المعلومات والمحاسبة على التقصير تعتبر من أساسيات الإدارة الجيدة التي يتطلع إليها المواطنون.
و في ظل هذه الظروف، يلعب المجتمع المدني دوراً حيوياً في الضغط على المسؤولين لضمان تنفيذ المشاريع. من خلال التنسيق بين الجمعيات المحلية، الإعلام، والمواطنين، يمكن تسليط الضوء على هذه القضايا وحث الجهات المعنية على اتخاذ خطوات ملموسة لتجاوز هذه الأزمة.
و مع كل هذه التحديات، يتعين على المسؤولين في تسلطانت أن يتخذوا إجراءات ملموسة لتحقيق تقدم حقيقي. فساكنة تسلطانت تتطلع إلى تغيير حقيقي، إلى تقديم حلول فعلية، وإلى تحقيق التنمية التي طال انتظارها. التغيير لا يأتي من تلقاء نفسه، بل من خلال الإرادة القوية والشفافية والقدرة على اتخاذ قرارات تتماشى مع مصلحة المجتمع.