بقلم: نور الدين بازين
في السنوات الأخيرة، شهد المغرب ظاهرة مثيرة للجدل تتعلق برمي بعض العائلات الثرية أبناءها في مصحات لعلاج الإدمان، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل العلاج هو الهدف الحقيقي أم هناك دوافع أخرى تكمن وراء هذه الخطوات؟
المشهد يتكرر، حيث تتم دعوة الإعلام إلى تغطية حالات العلاج في مصحات فاخرة، تحت غطاء الرعاية الصحية والمعالجة. ومع ذلك، يظهر بوضوح أن هناك جوانب أخرى تكشف عن حقيقة مغايرة، إذ تنفق العائلات مبالغ طائلة على هذه المصحات، في حين يظل الصراع الدائم حول الثروة هو السبب الرئيسي وراء هذه الاستثمارات.
وتعتبر هذه الظاهرة عنصرًا من عناصر الصراع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع المغربي، حيث يتم تسخير مشاكل الإدمان كغطاء لحماية المكانة الاجتماعية والحفاظ على السيطرة على الثروة والسلطة، إذ يرى كثيرون أن استخدام الإدمان كذريعة للتوريث وإدارة الثروات هو نوع من التضليل الاجتماعي، يستفيد منه القليلون على حساب الكثيرين.
بالإضافة إلى ذلك، تتناول هذه الظاهرة أبعادًا أخلاقية معقدة، حيث يتم استغلال حاجات الأفراد المرضية لتحقيق أهداف مادية أو سياسية. تكشف حالات العلاج المفرط عن استغلال غير مشروع للموارد، وتسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الطبقات الاجتماعية في المغرب.
و يبقى التساؤل الملح لدى العامة، هل تتجاوز المصالح الشخصية الأخلاقية والاجتماعية في العلاج من الإدمان؟ وهل يجب أن تتم مراجعة أخلاقيات العلاج الصحي في سياق الثروة والسيطرة؟ تبقى هذه التساؤلات محورًا للنقاش والبحث في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية متغيرة في المغرب المعاصر.