وجهة نظر . عمدة مراكش: ” ما كتجبدش الصداع”

وجهة نظر . عمدة مراكش: ” ما كتجبدش الصداع”

- ‎فيرأي
456
0

ابراهيم الفتاحي

أشادت الجمعية المغربية لحماية المال العام بالأحكام القضائية ضد عبد اللطيف أبدوح ومن معه، معتبرة إياها سيرا في الطريق الصحيح نحو ترسيخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب، كما انتقد بشدة موقف العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، التي دست رأسها في الرمال، ولم تنصب المجلس الجماعي طرفا مدنيا دفاعا عن أموال المراكشيين خصوصا والمغاربة عموما، لأن سعادة العمدة المحترمة على ما يبدو تهتم بالتحالفات والتكاثفات وليس بحقوق من انتخبوها في استرجاع أموالهم المهدورة والمختلسة، وفي معاقبة من سولت لهم أنفسهم أكل الناس بالباطل.
يذكرني موقف العمدة هذا بما نفعله حينما كنا أطفالا، إذ كلما تبين لنا أن ميزان القوى ليس في صالحنا في مواجهة ما، بررنا ضعفنا بالقول ” مابغيتش نجبد الصداع”، ونفعل كما يفعل الكلب المغلوب على أمره: يدس ذيله بين ساقيه في اتجاه بطنه ثم يسلك أيسر الطرق فرارا بجلده. فالعمدة المحترمة “وقف ليها عار النواب ديالها لي تشاركات معهم الملحة” ونحن المغاربة نخشى من الملح كثيرا، لأن له رمزية روحية عندنا، ولكن لم يقف لها “عار آلاف المواطنين” الذين وضعوا فيها، “أجي بعدا ما عرفتش علاش دبا كنتحاسبوا مع العمدة؟؟!!!” رغم أنها كانت ضمن اللائحة الإضافية، والناس صوتوا على اللوائح الرئيسية، وعليه فسيادتها يحق لها ألا تهتم بأمور المواطنين ولا بأموالهم، وعلى أولئك المواطنين أن يحاسبوا من خذلوهم خصوصا وكلاء اللوائح.
المهم فالسيدة المنصوري “ما كتجبدش الصداع” لأن المتهمين ذوي أوزان ثقيلة في “دكان السياسة” المراكشية، وليس من اليسير الدخول معهم في صراعات وتقبل الدعاوى ضدهم ولا الاتهامات، وهم نوابها المحيطين بها والذين تعتمد على خدماتهم، وأي إدانة لهؤلاء هو إدانة لها، وقد قيل ” أن لي سرق بيضة يسرق بنكة” فهؤلاء حسب الأحكام الصادرة ضدهم قد بدأوا بالبنك، فهل تعوزهم الجرأة لسرقة البيضة إذ هم نوابها.
وقل ربي زدني علما، فأنا أكتشف كل يوم أن المصلحة العامة مصطلح تافه عند زمرة السياسيين، ولا يفكر فيه إلا المجانين أمثالي، لأن سياسيينا قد تعلموا الفلسفة الحديثة أحسن مني على مايبدو، وأيقنوا أن الذات محور الوجود كله،لذلك فذواتهم ليس بينها وبين الرفاهية والمصالح حجاب، وليذهب المواطنون إلى الجحيم، وإن احتجناهم سيصوتون، لأنهم يكثرون الثرثرة ثم يعودون إلى الحضن الدافئ للأكاذيب، وإذا لم يرجعوا بالأكاذيب والوعود السرابية، فالورقة الزرقاء كفيلة بذلك، ومن ذا الذي يجرؤ من “المكحكحين” على مقاومة بريقها ولمعانها.
رغم أني أعرف جيدا أن هذا المجتمع الذي ابتلينا به هو مجتمع التناقضات كما قال عنه بول باسكون ذات يوم، وأن كلامي لا جدوى منه، ولكن سأقول ما يدور بخلدي ولمحكمة المجتمع الموقرة واسع النظر، لأن الإنتخابات قادمة ولكن سحر عفاريت الإنتخابات وطلاسمهم ستؤدي دورها وسيصدقون الأكاذيب من جديد وسيستسلمون لوعود عرقوب، وسيصوتون عليهم ثانية، وفئة أخرى ستصوت “بالتقرقيبة” وكل حسب معدنه، ابتداء من مائتي درهم حتى الملايين.
خذلت العمدة المراكشيين خذلانا عظيما بعدما توسموا فيها خيرا، ولولا هيئة المجتمع المدني التي تكثلت وقاومت لتلقوا من الفاسدين أوسط أصابعهم.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت