بقلم : د. طارق غفلي*
لا شك أن الإنسان بصفة عامة مجبول على تغيير التصرف تجاه حدث جديد، أو مناسبة فرح، أو فوز عظيم.
🖋️ و لهذا فكل الناس عبر الزمن، يعبرون مثلا بأهازيج
و أفراح و عادات تختلف تماما عن المعتاد من الحياة العادية،
من أكل و شرب و إظهار الفرح و السرور و لبس لباس خاص،
لحفل الزواج، أو الاعياد المختلفة.
🖋️ الإنسان المسلم هو إنسان بطبيعته يحب إظهار الفرح بالمناسبات و الأعياد طبعا بالأخذ بعين الاعتبار الحلال و الحرام في الميزان.
يقول سبحانه وتعالى {(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)}
🖋️ و كل بلد له خصائصه التي تعبر عن التنوع الثقافي و الحضاري، و ذلك يؤسس نوعا من الألفة بين أفراد ذلك المجتمع.
🖋️ في المغرب مثلا :
يظهر في رمضان اكلات خاصة كالحلوى الشباكية، و السفوف “سليلو”، و البريوات… و غيرها من الحلويات
و أكلات ناذرة على طوال العام و تصبح رئيسية في أيام رمضان كالحريرة، و أنواع العصير “خصوصا عصير البرتقال بالباربا غير المحبب لدى الأطفال، لكنه يصبح مشروبا بالإكراه”،
بالإضافة الى تعدد نوعية الرغيف : المسمن، البطبوط، المشبكة و غيرها.
🖋️ مائدة أيقونية لو رآها أي أحد من دون تعليق لقال مباشرة “مائدة رمضان المغربية”
كما أن لكل بلد مائدة أيقونية هنا و هناك.
🖋️ هذه الموائد أصبحت أكثر من ايقونة على إحياء و حب المسلم و إظهار الابتهاج بركن من أركان الإسلام ألا و هو صوم شهر رمضان،
بل تعداه الى أن أصبح موروثا ثقافيا ثريا يميز كل بلد مسلم عن حدة من جهة و يرقى بالبلدان المسلمة للتميز عن باقي البلدان التي انغمست في أحضان الروتين الغذائي و الأكل السئ من الوجبات السريعة.
فهذه الموائد ترجع أمهاتنا و بناتنا الى الاجتماع و تبادل الخبرات بين الأجيال و يؤسس الى نوع من الألفة و المودة بين الأجيال و افراد العائلة.
🖋️ و رمضان مبارك و تقبل الله منا ومنكم،
و نسأل الله أن يعجل بالنصر و الفرج عن جميع إخوتنا المسلمين في كل مكان، و أن يجمعنا بهم في مائدة رمضان أمام القدس الشريف ان شاء الله.
* دكتور صيدلي من مراكش