” مارس 1964 إستولى النظام العسكري على السلطة في البرازيل في انقلاب عسكري ، ودخلت البلاد في دوامة من الفوضى والعنف ، كانت أكثر ثلاث سنوات دموية هي الممتدة من 1967 إلى 1970 ، وهي السنوات التي شهدت فيها البلاد ممارسات قمعية ( الإعتقال ..التعذيب والاختطاف )
في ظل الدكتاتورية العسكرية بقيادة الرئيس الجنرال جواو فيغيريدو ، حَوَّل شخص واحد فريقاً كاملا بكل جماهيره إلى حزب ثوري مناهض لسياسة رئيس البلاد ، وقام بثورة غيرت الكثير من الأمور .
كل ما نعرفه عن كرة القدم هو دوري الأبطال .. كأس العالم ..شغف الجماهير ..العنف .. العاطفة .. الانتصار والهزيمة و الأهداف و الجوائز
هذا صحيح ، تلك الأمور جميعها تعتبر أمور مهمة في كرة القدم، لكن هناك دائمًا جوانب أُخرى عن كرة القدم ، القيم الحقيقية، الأخلاق و الوفاء ، المواقف الرجولية ، وهذا الجانب عرف به شخص هو من جعل كرة القدم كوسيلة للكفاح .
استثنائي هو، مختلف في أزمنة المتشابهين، يعزف منفرداً وعلى ألحانه تُبنى أمجاد أندية، وبالألحان ذاتها تُداعب أهدافه شباك الخصوم …، لحية مبعثرة وشعر كثيف وغير مرتب و “الكتاب الأحمر الصغير” للصين الثورية لماو تسي تونغ في اليد ، متشبع بالفكر اليساري “ومناهضًا للرأسمالية”
كان سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفيرا ، المعروف باسم “سقراط ” قد تخرج من كلية الطب ، لكن في البداية لم يمارس مهنة الطب لأنه يعشق كرة القدم.
كان أحد أقوى لاعبي خط الوسط والأكثر شخصية و كاريزما في تلك الحقبة ، قائد فريق كورينثانز والسيليساو في نهائيات كأس العالم 1982 و 1986ولاعب الفيولا الذي قال :
” جئت لإيطاليا لألعب مع انتونيوني احد اكثر اللاعبين الذين عشقتهم ولأقرء تاريخ الفيلسوف والمناضل أنطونيو غرامشي صاحب حركة التحرر ”
لكن سقراط أيضًا اشتهر بـ “Democracia Corinthiana” ( كورينتانا الديمقراطية ) المقولة الشهيرة ، وهو نوع من التعبير الذاتي للاعب ، والتي نجح “الطبيب” في فرضها في الفترة التي لعب فيها مع كورينثيانز ، خلال سنوات الديكتاتورية البرازيلية.
أصبح النادي رمزا للديمقراطية والحرية و الفريق المناهض للقمع و الدكتاتورية في البرازيل وأصبح سقراط يستخدم كرة القدم كوسيلة لتثقيف الشعب فقال ذات يوم :
” انا لا ألعب من أجل المال ولا من أجل الشهرة ولا من أجل الألقاب ، كل ما أردته هو أن يفهم الفقراء أن انتظار نتيجة مباراة كرة قدم هو ليس أهم شيء في هذه الحياة ”
ولقد تم إطلاق شعار آخر اصبح مشهورًا بعد ذلك بعبارة:
“Ganhar ou perder، mas semper com democracia”
(” افوز أو اخسر ، ولكن دائمًا مع الديمقراطية”).
كان يرتدي عادةً باندانا على رأسه ليعبر عن رأيه ضد الفيفا ، التي منعته من إكمال الثورة بوضوح …بعدها فضل ترك الكرة و ارتداء مئزر وسروال ابيض .
قال ذات يوم : ” أود أن أموت يوم الأحد ، في اليوم الذي يفوز فيه كورينثانز باللقب …”.
وكأنه توقع كل شيء !!
في 4 ديسمبر 2011 فاز كورينثانز بالدوري ، في المساء نفسه وسط صدمة كبيرة في البرازيل أعلنت مستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو ان اللاعب الأسطوري والثائر والطبيب لم يعد يتنفس ..
بعد الفوز باللقب ، ذهب الآلاف من البرازيليين إلى قبره رافعين شعاره الخاص الذي لايزال يرفع في الملاعب لحد الآن :
(” افوز أو اخسر ، ولكن دائمًا مع الديمقراطية”).
قبل إثني عشرة سنة ، توفي سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفيرا ، اللاعب الذي قال عنه بيليه ” اذكى لاعبي البرازيل عبر العصور ” رجل عظيم “دكتور” داخل وخارج الملعب ولاعب ذو شخصية رائعة ، قال ذات يوم ..
كرة القدم هي الجمال أولا، و الانتصار ثانيا، وما يهم هو السعادة والبهجة ..لكن لا أريد أن أكون سببا في أن يتقاتل بسببي شخصين فقيرين ”
عندما كانت كرة القدم يمارسها الرجال ..
في_ذكرى_ميلاد_سامبايو_دي_سوزا_فييرا_دي أوليفيرا .
المصدر : صفحة ذكريات_الكالتشيو ricordi_di_calci.