إن الإشادة الملكية بالإنجاز الكروي المغربي في مونديال قطر، حيث وصل المنتخب الوطني إلى نصف نهائي كأس العالم، في سابقة إفريقية وعربية وإسلامية، تعد، في واقع الأمر، تثمينا لعمل كبير تم إنجازه على مدار سنوات لتطوير الحقل الكروي المغربي، بفضل رؤية مستنيرة لجلالة الملك، الذي يعود له الفضل في التوجيه نحو تطوير البنية التحتية الرياضية، والسهر على الحكامة الجيدة، والاهتمام بالتكوين، وصولا إلى جني الثمرات، بتحقيق نتائج مبهرة، أسعدت المغاربة عبر العالم، وشهد بها القاصي والداني.
وبالعودة إلى يوم 24 أكتوبر 2008، فقد شكلت الرسالة الملكية السامية إلى المناظرة الوطنية للرياضة، البداية الحقيقية لحقبة جديدة للشأن الرياضي المغربي، ولاسيما الكروي منه، تلاها تدشين جلالة الملك، يوم 28 مارس 2010، لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي شكلت رسالة قوية للقائمين على الميدان، بضرورة المضي في طريق التكوين العلمي الاحترافي، وسيأتي يوم نجي فيه الثمار. وهو ما حدث بالفعل سنة 2022، عندما بلغ المنتخب الوطني نصف نهائي كأس العالم بقطر، وكان ضمنه 4 من نجوم أكاديمية محمد السادس لكرة القدم؛ هم يوسف النصيري وعزالدين أوناحي ونايف أكرد ورضى التاكناوتي.
يقول جلالة الملك في خطاب العرش:”فقد قدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي”.
في السياق نفسه، يأتي تنويه جلالته بترشح المغرب، بمعية جاريه إسبانيا والبرتغال، لاحتضان مونديال 2030، تأكيدا لمضي المملكة، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السدس نصره الله، في طريقها الذي ارتضته لنفسها في مد جسور العمل المشترك مع الجوار، إيمانا منها بضرورة تقوية العلاقات والروابط بين القارتين الإفريقية والأوروبية، لاسيما عبر شبابهما، وعبر ثقافاتهما، ليستفيد الجميع من المقدرات الكبيرة والطاقات الطافحة، التي تنعم بها القارتان.
ولأن قدر المملكة المغربية الوحيد هو النجاح في كل ما رسمته لنفسها، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، فإن ترشحها لاحتضان مونديال 2030، ليعد تأكيدا للرغبة الملحة في تحقيق حلم لطالما راود المغرب والمغاربة، ويبدو اليوم، بفضل الإنجازات الكروية المتتالية، والبنية التحتية القوية؛ سواء منها الرياضية وغيرها، على مرمى حجر، لاسيما وأن الملف المغربي الإسباني البرتغالي يتميز بجديته، وتميزه، ونوعيته.
يقول جلالة الملك في خطاب العرش:”إنه ترشيح غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم”.
لقد انبهر العالم أجمع بالإنجاز الكروي المغربي في مونديال قطر، وجاء الترشح لاحتضان مونديال 2030 ليعبر العالم، مجددا، عن فرادة الملف المغربي الإسباني البرتغالي. وما إشادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في خطاب العرش، بهذين الحدثين إلا دليل قاطع على أن المملكة المغربية تنهض بحب الوطن، والتلاحم بين أبنائه، ومد جسور العمل المشترك مع الآخرين، بروح الجدية والالتزام والتفاني، ودائما بشعارنا الخالد :الله الوطن الملك.
عن snrtnews