حميد حنصالي
مسترشدا بمقولة “سقراط ” “إذا كان ما ستقوله عن صديقك ليس حقيقة، ولا خيرا فيه، ولا فائدة منه، فلم تريد أن نسمع منك ،من الأفضل أن تنسى كل هذا”؟
إن منطق تسلسل أحداث ووقائع انتخاب مجلس جهة مراكش تانسفت الحوز، من الرئيس إلى اخر موقع في مكتب المجلس، أكد للرأي العام المراكشي أن العوامل المتحكمة في هذه العملية هي هي، سواء ترشح” فلان” أو استبدل بجوكير آخر .
فوز” انس بن مالك” الاتحادي الصلب والقوي، الذي لا يتقلد اية مهمة في الاتحاد، بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس الجهة ،لا يدخل،في نظر المواطن المراكشي البسيط، إلا في سياق التواطؤ المكشوف بين الأطراف المتحكمة باللعبة ، وإلا فما الذي يمنع من ممارسة التصويت المغلق على جميع أعضاء المكتب من نفس لون الرئيس؟ وإلا سنكون أغبياء للاقتناع بأن” انس بن مالك ” فاز بهذا الموقع عن جدارة واستحقاق، وانه محط إجماع الناخبين.هذا دون الحديث عما يعانيه ابن مالك من تهميش ناعم داخل مجلس الجهة.ظاهره الكلام المعسول وباطنه السم المدسوس.
أما ما قاله” الاتحادي انس بن مالك ” عما وقع في ترشيح السيدين:” الباكوري ع واليونسي”، ففي شقه الأخير،لا أساس له من الصحة إطلاقا ،ذلك أن”انس بن مالك”وان لعب دورا محترما في هذه العملية، يبدو أن لا علم له بخبايا الأمور، وبما جرى تحت الجسر .وأن مصدره في ذلك ضعيف، والحديث الضعيف “لخبار في راسك”
لا أحد يجادل في أن “اليونسي” مناضل كبير، ومحترم عند المواطنين،و وسط اليسار،وفي أوساط النخبة السياسية، و في منطقته، ووطني نظيف وناجح، وان “عبد السلام الباكوري” ولد الدار لكبيرة، إلا أن رفض ترشيح هذا الأخير للبرلمان لم يرتبط بموقف” دومو” الذي عمل جاهدا على إغلاق الباب، ولا بما يدعي “انس بن مالك”ما قاله له ” لشكر” ولا المرحوم” الزايدي” . وللتاريخ، وكما يعلم السيد” الباكوري” و”اليونسي”وأطراف أخرى، فان الكاتب الأول للحزب آنذاك ” الراضي” قد سلم التزكية ل “عبد السلام الباكوري” بدون قيد ولا شرط ،ولم يستشر لا” لشكر ولا الزايدي ولا دومو”.
إلا أن المانع الحقيقي، كان هو قرار المجلس الدستوري الذي رفض آنذاك استقالة المستشارين بالغرفة الثانية،والغاية من ذلك، هو منعهم من الترشيح للبرلمان، وقد نشر هذا القرار بألا سماء ، بالجريدة الرسمية، وبناء عليه ،وبكل حسرة ، طلب من السيد” الباكوري” إرجاع التزكية للكاتب الأول، الذي اعتذر له، وتفهم” سي عبد السلام “الأمر بكل مسؤولية وتقدير.
وعليه يستنتج من سياق تدافع الأحداث، أن ما يدعيه “انس بن مالك” ان” لشكر” قال له إن” دومو “هو من رفض تزكية “الباكوري “آنذاك ، ربما قالها له للاعتبارات المعلومة.
أما من يخدم أجندة من؟ فهذه حكاية أخرى، ومستوى آخر من التآمر، إلا أن التاريخ القريب والمحطات اللاحقة ستكشف بوضوح خبايا المستور.وكما قال عظيم الفلاسفة” نيتشه” إن الحقيقة كما هي ليست أكثر من أوهام ،تثبت صحتها في المعارك.