انتشرت هذه الأيام في الشوارع والأزقة ظاهرة تكاد تكون دخيلة على المجتمع المغربي. فالاعتداء على المواطنين والمواطنات وسلب ممتلكاتهم وأموالهم، لم يعد يقتصر على آلة سكين صغير أو عصي أو سلاسل، بل المشهد اليومي للاعتداءات والذي صار اعتياديا لدا سكان مناطق المغرب، هو إشهار السيوف من لدن المعتدين والمجرمين ولعلعتها في وجه الناس بدون خوف ولم يسلم منها أيضا حتى رجال الأمن.
في هذا السياق عبر الكثير من المواطنين والمواطنات عن قلقهم المتزايد من تدهور حالة الأمن بمناطقهم، والانتشار الواسع لحالات الاعتداء والسرقة التي باتت تعرفها مناطق المغرب خلال الآونة الأخيرة، حيث أصبح السيوف هي الآلة الوحيدة التي يتم إشهارها في وجه المواطنين، دون رادع لهذه الظاهرة التي تنم عن عنف متزايد بداخل المجتمع المغربي وارتفاع نسبة الجرائم بـ ( العلالي)، وعلى ( عينيك يا بن عدي)، حتى صار الأمر من المسلمات والصور الاعتيادية بالشوارع والدروب والفضاء العام.
فبعدما كان صناعة السيف والخناجر تستعمل للزينة والديكور، والحنين لزمن الانتصارات العربية والإسلامية، في مواجهة الأعداء والأجانب، أصبح يستعمل في القتل والاعتداء بداخل نفس الوسط. فهنا لم يجد عناصر تابعة لفرقة الدراجين للهيئات الحضرية للأمن بولاية فاس، بدا من إطلاق الرصاص الحي من احد المسدسات الوظيفية، الأسبوع الماضي، على شاب يبلغ من العمر 30 سنة، في منطقة ” عين النقبي” بمقاطعة جنان الوردي الشعبية، وأسفر عن إصابته في رجله، بعدما كان في حالة سكر طافح ودخل في نزاع مع أصهاره، وأشهر سيفا واعتدى على عدد من أفراد هذه الأسرة ومنهم زوجته.
وليلة الخميس 13 مارس 2014 وفي طريق عودته من مطار محمد الخامس تعرض سائق سيارة الأجرة لحادث خطير في منطقة الدروة، ضواحي مدينة برشيد، بعد أن اعترض طريقه خمسة أشخاص مدججين بالسلاح الأبيض، حاول أحدهم سرقة أمواله ، وبعد مقاومة السائق لهم، أشهر واحد منهم سيفا وبثر يده.
مشاهد الجاهلية الأولى، تتكرر هنا تباعا وبوثيرة كبيرة، حيث عاش حي النصر بالقنيطرة أيضا، حالة من الرعب، بعدما أقدم شاب معروف بسوابقه العدلية على ملاحقة السكان بسيفه الكبير، والاعتداء عليهم بالضرب، ومهاجمة عدد من الشرطة ، من ضمنهم عبد الله محسون، والي أمن المدينة، وهو ما أدى إلى سقوط إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الساكنة.
حالات الاعتداء بالسيف على رجال الأمن أعيدت مشاهده بالحي الحسني بالدارالبيضاء، حيث تسبب متهم وصف بالخطير في استنفار أمني بعد أن حاول تخليص شقيقه من قبضة رجال الأمن، إذ لم يجد من طريقة غير تهديد ضابط أمن بالقتل، بعد أن وضع سيفا على عنقه أمام زملائه بمنطقة سيدي الخدير، التي أصبحت تشهد ارتفاعا مهولا للجريمة بمختلف أنواعها.
وكأفلام هوليود، خلص المتهم شققه، الذي كان مبحوثا عنه بموجب مذكرات بحث وطنية، من قبضة رجال الأمن، بعد أن استعمل سيفه وجعل رجل الأمن رهينة لديه، الأمر الذي اضطر معه رجال الأمن إلى إطلاق سراح المبحوث عنه دون استعمال الأسلحة الوظيفية أو إطلاق الرصاص.
وفي الدار البيضاء أيضا، اعتدت عصابات إجرامية مدججة بالسيوف، قاطني الإقامات السكنية الفخمة ومصطافي المنتجعات السياحية بمنطقة طماريس، بتراب الجماعة القروية دار بوعزة، ولم يجد معها عناصر الدرك الملكي إلا إطلاق أعيرة نارية لمواجهة المعتدين.
وبالمنتجع السياحي والإقامات السكنية بمنطقة واد (مرزك) بالدار البيضاء، خلف حادث هجوم ثلاثة عناصر لعصابة مدججة بالسيوف أيضا، إلى تعرض تسعة ضحايا لاعتداءات جسدية من بينهم سياح أجانب والاستلاء على ممتلكاتهم المادية، وأسفرت الحملة التي قام بها الدرك الملكي حينها في اعتقال العناصر الإجرامية.
وفي المنطقة الشرقية، وبالضبط بمدينة وجدة تزايدت حدة الظاهرة، جعل الأسر تتخوف على أبناءها من اقتحام هذا العالم، بعدما انتشر (القرقوبي) بشكل خطير يصاحبه حمل السيوف خصوصا أمام المؤسسات التعليمية، التي تشهد معارك العصابات في غياب الأمن أو وازع أخلاقي رادع، مع العلم أن المدينة شهدت ارتكاب جريمة شنعاء في حق التلميذ عبد اللطيف ناقول، أمام إحدى المؤسسات التعليمية بعدما تلقى طعنات قاتلة.
وفي مدينة سلا، كان أفراد عصابة إجرامية مدججين بالسيوف، بحي “المكينسية” وفي واضحة النهار، قد هاجموا ثلاث نساء أثناء رجوعهن من منزل أحد أقاربهن بعد تقديم العزاء له، واعترضت العصابة المذكورة طريق النساء وسلبت منهم ما لديهن من حلي ذهبية ونقود وهواتف نقالة أمام أنظار المارة الذين لم يستطيعوا التدخل لإنقاذهم خوفا على أنفسهم من الانتقام من طرف العصابة.
مراكش السياحية والتي تشهد حضور سياح أجانب من جميع بقاع العالم، هي الأخرى لم تسلم من الظاهرة، فقد اعتدى عنصران منحرفان بزنقة” إيف سان لوران” بمنطقة ماجوريل بمنطقة جليز، على رسامة وفنانة تشكيلية اسبانية عالمية تدعى “بياتريس رودريغيز”، التي اختارت مراكش مستقرا لها، حيث فاجأ المعتديان الرسامة بسيف واعتديا عليها على مستوى الجبين محدثين جرحا غائرا تطلب انتقالها لمصحة خصوصية لتلقي العلاجات الضرورية، وقد سلبوه منها حقيبة يدوية.
وأمام هذه المشاهد التي صارت تخيف القريب قبل الغريب، والتي أبطالها شباب أغلبهم منحرفين، والذين لم يعدوا يكتفون بآلات الاعتداء بسيطة، بل صاروا يشهرون سيوفا في طول قامتهم، فإن المتتبعين للشأن الأمني ببلادنا يطالبون وزير الداخلية التفكير في إلزامية وضع كاميرات للرقابة في الشوارع، الأحياء والأزقة مثل العديد من الدول لمحاربة التطرف وارتفاع معدلات الجريمة. و الحكومة برفع من قيمة الإحساس بوجود دولة الحق والقانون والمؤسسات و بالمواطنة التي يجب أن تكون حاضرة في كل السياقات.
تعليق واحد
مواطن
أين وزارة الداخلية والأمن الوطني من ما يحدث ؟ لا نعرف ما هو دور الأمن في البلاد ؟ لا نريد أمنا يحضر بعد الجريمة بل نريده أن يحمي المواطن من الجريمة وخاصة أمثال هؤلاء .
نرجو مراجعة التعامل في السجون مع أمثال هؤلاء فأصحاب الجرائم بالأسلحة يستحقون الإعدام . أو الأشغال الشاقة .
وأقول لمن يناهضون عقوبة الإعدام أنكم يوما ما ستصيرون ضحايا لمن لا يخافون العقوبات الحبسية، وإن لم تكونوا أنتم فذويكم وأهاليكم .
عبد الجليل
أين مصالح الأمن ؟ عار على أمننا أن يقف مربوع الأيدي أمام هؤلاء .
حسن
اسأل رجال الأمن عن حال كرامتهم حين يشهر المجرمون علانية وجوههم وهوياتهم بالعلالي .. هي رسالة مباشرة .. عادة لو استنكر مواطن مسالم سلوكا معينا أو قال اللهم إن هذا لمنكر لهرعت الوزارة تنكل به .. فها قد أتى من يقصد الإهانة عمدا .. فعساها توقظ الضمائر و تشخذ الهمم .. لم يبق للبيضاويين غير مناشدة العسكر للحماية ورعاية أمنهم .. أو تكوين كتائب حماية ودفاع ذاتي ..
نحن لا نريد أمنا بالطرق لرصد مخالفات السير .. لأن وضع الخوذة على رأس راكب الدراجة لا يؤدي سوى نفسه ..أما المجرمون فقد آدوا الجميع ..وفي الأخير تأتي جمعيات العوانس وما عاف الرجل لتطالب بأنسنة السجن وتحسين ظروف المجرمين بالسجن ,إلى أن صيّرنه فندقا بنجوم ..
ورّيونا حنّة إيديكم في المجرمين .. ماشي في تخراج العينين في المحتجين والمطالبين بالحقوق ….