كلامكم
في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يجد السياسي حرجا في التباهي بقدرته على التأثير في الناخبين و توجيه الرأي العام لصالحه، بالنظر إلى أن الديمقراطية الحقة تجسيد للصندوق الذي لا يعترف إلا بمن يعرف طرق ملئه. و لعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خير مثال على ذلك.
مناسبة ما سلف، هي الضجة التي أثيرت حول الحبيب بنطالب المستشار البرلماني و رئيس الغرفة الفلاحية بجهة مراكش آسفي، بسبب ما نسب إليه في مواقع مجهولة تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية، ادعت تباهييه أمام وفد إسرائيلي بإدخال نجلته و نجله إلى مجلس النواب و قدرته حتى على إدخال قطته إلى ذات المجلس.
لن نخوض في أهمية المواقع التي تراجعت و نشرت ردا يؤكد قيمة بنطالب على الساحة السياسية، لأنها مواقع نكرة بين الجمهور الأمريكي الذي لا يعترف إلا بالمصداقية.. المصداقية التي تمثلها جرائد من قبيل “وول ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز” و “واشنطن بوست” و “لوس انجليس تايم” و “نيوزداي”. لكننا سنتناول المطية التي حاول أعداء بنطالب توظيفها لمهاجمته، مع أنها في الحقيقة مفخرة له و تأكيد على قيمته السياسية و الشعبية.
المواقع التي نقلت بان بنطالب له القدرة على إدخال قطته إلى البرلمان، غاب عنها التوظيف المجازي للكلمات، لأن ذلك يفيد بان لبنطالب مكانة خاصة بين الناخبين الذين يحترمون إختياراته و الأسماء التي يختار في فريقه الإنتخابي، ما يمثل ثقة مواطنين و موطنات في سياسي كان طوال فترات انتدابه نعم المنتخب و الإنسان، في لحظات العسر و اليسر، داعما و مساندا و معبرا عن تطلعات الساكنة و أحلامها.
و بمقارنة سريعة بين تعامل الديمقراطيات الحقيقية مع الشخصيات المؤثرة إنتخابيا و تعامل الديمقراطيات الناشئة معها، يتضح لنا الفرق الفادح بين العقليات. ففي حين تسارع الأحزاب الغربية إلى التباهي بسياسييها الذين يوجهون الناخبين أنَّا شاؤوا، نجد بعض أشباه السياسيين، في المغرب، يهاجمون بنطالب، لا لشيء سوى لأنه يمثل فشلهم السياسي بكاريزمته التي خولته الفوز بثقة فئة عريضة من الناخبين الذين منحوه الضوء الأخضر لتمثيلهم سنوات طوال.
لا ذنب للحبيب بنطالب سوى أنه ناجح و أهل للثقة و المسؤولية، و عليه ينطبق قول المتني: “وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ .. فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ”.
و للإشارة، فقد خرج الحبيب بنطالب، رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش أسفي للرد على ما أفادت به المواقع المذكورة، معتبرا أن هذه القصاصات لا أساس لها من الصحة.
وأوضح بنطالب، أنه تفاجأ بتداول بعض القصاصات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية استقباله بصفته رئيسا للغرفة الفلاحية لجهة مراكش أسفي لوفد من المستثمرين الإسرائيليين في إطار مهمة رسمية تتعلق بتبادل الخبرات في المجال الفلاحي.
واعتبر المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة القصاصات التي “نسبت لي ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة”، مضيفا أن تلك المادة المروجة “ضدي وضد أسرتي تهدف إلى النيل مني والتشهير بأسرتي”.
وبالنظر إلى الصيغة التي صيغت بها هذه المادة، يضيف بنطالب رئيس مجموعة الغرف، فإنه يتضح أن هناك من يقف خلف ذلك، مستنكرا هذه “الحملة المغرضة ضدي وضد أسرتي”، معلنا بأنه بصدد سلوك جميع المساطر قصد الكشف عن خلفيات وأهداف وظروف وملابسات هذه الإدعاءات.