الشيخ المغراوي في إحدى تجمعاته بمراكش
خرج بعض تلامذة عبد الرحمان المغراوي عن طوع شيخ السلفيين التقليديين بالمغرب، واستباحوا الخوض في السياسة، بعد أن نهاهم عنها في آخر خروج إعلامي له. وانساقت مجموعة من تلامذة الشيخ المغراوي، وعلى رأسهم السلفي التقليدي، المثير للجدل، أبو الوليد المغربي، وراء الصراعات السياسية بين دول الخليج وقطر ، وعكست حقيقة موالاة سلفيين لهذا الطرف، مقابل موالاة الآخرين للطرف الثاني. واستخدم أبو الوليد المغربي كل منسوب الجرأة السياسية التي حرمها عليهم شيخ السلفيين التقليديين ليهاجم العائلة الكتانية بالمغرب، ويعود إلى عهد الاستعمار لينقب في تاريخ جدهم عبد الحي الكتاني، الذي وصفه بمفتي المستعمر الفرنسي، والذي تحالف مع الكلاوي ضد الملك الراحل محمد الخامس. وتسلح تلميذ المغراوي بكل ما أوتي من عناوين ومراجع السلفيين، الذين يصنف بعضهم، في خانة أكثر الشيوخ تطرفا، ليهاجم المتصوفة المغاربة، واصفا حسن الكتاني بـ «الكذاب» الذي يثني على «الزنادقة» و«الصوفية» و«الخونة». وقال أبو الوليد إن حسن الكتاني يتبنى مذاهب المتصوفة الزنادقة، وما يتبعونه من رقص وسماع يهودي في زواياهم. ووصف أبو الوليد المغربي، حسن الكتاني، في ما أسماه «المدد الرحماني في بيان انحراف العلامة حسن الكتاني»، بـ «الغويلم النكرة»، متهما إياه بتشجيع الاختلاط بين الجنسين، بعد أن التقط صورا مع فتيات رفقة الشيخ السلفي أبي حفص. قال تلميذ المغراوي إن حسن الكتاني يكن الحقد الدفين لعلماء السلفيين، لأنهم، حسبه “هدموا دين الصوفية وعروهم وكشفوهم للناس، وبالتالي أطاحوا برموز حسن الكتاني الذين يفتخر بهم من الزنادقة والمنخرفين”.
واستغاث أبو الوليد المغربي بكل كراهية السلفيين التقليديين للتصوف، ليتهم السلفي حسن الكتاني بالميل إلى التصوف أكثر من ميله إلى السلفية، مستنكرا عليه الجمع بين ما اعتبره نقيضين أي السلفية والتصوف، “لأنه يرفض التخلي عن إرث أجداده المغرقين في التصوف، لكي يبقى له ذلك المجد الموهوم، فإنه إذا تبرأ من أقربائه الكتانيين الخرافيين لم تبق له سمعة ولا شرف ولا مكانة”. ووصف أبو الوليد المغربي التصوف بـ “البدعة” و”الخرافة”، مضيفا أن الكتاني يستخدم مسألة النسب الشريف للتدليس على العوام لنيل احترامهم، والاستفادة من التبرعات والهبات و(الفتوح).
وعاد أبو الوليد المغربي إلى جد الكتانيين، الشيخ الكتاني، الذي تتشبث عائلته بأنه قتل مظلوما، ليقول إن “ذكر كثير من المتأخرين أن الشيخ الكتاني قتل مظلوما، وهذا غير صحيح، فإليك الحقيقة بدأت الخلافات بين الكتاني الصوفي وبين السلطان عبد الحفيظ الذي يميل إلى السلفية تتخذ منحى خطيرا، فقد كان الكتاني يسعى لتأليب الناس على السلطان بحجة تركه للجهاد وإسرافه في الشهوات، وينكر عليه أمام خواص أصحابه، وسبب ذلك كله هو عدم موافقة السلطان له في اعتقاده الباطل، بل ثبت أن السلطان كان يصبر كثيرا على أذاه ولا يعامله بالمثل”، مضيفا أن الشيخ محمد الكتاني فر مع المقربين منه إلى قبائل بني مطير البربرية، ودعا الناس لمبايعته وخلع بيعة السلطان عبد الحفيظ وسعى في تجييش الناس لمحاربة السلطان، وبالتالي فالرجل يبحث عن الزعامة الدنيوية ولا يهمه مصير المغرب، وأن ما فعله كان في صالح المستعمر، فلما علم السلطان بخيانة الشيخ الكتاني بعث سرية في طلبه فقبضوا عليه وعلى أتباعه، ثم إنه جلد ومات تحت تأثير الجلد، ولم يأمرهم السلطان بقتله، وبالتالي فقتله كان شرعيا لخروجه عن إمام المسلمين وبعثه للفتنة.
وعن جد الكتاني الشيخ عبد الحي الكتاني، قال تلميذ المغراوي إن العلامة عبد الحي الكتاني كان يلقب بـ “مفتي فرنسا” والصليبيين، و”أجمعت المصادر التاريخية التي تكلمت عن مرحلة الاستعمار على ذلك”. مضيفا أنه اشتهر بفتاوى يجيز فيها لفرنسا قتل المجاهدين المغاربة. واستخدم أبو الوليد المغربي ما اعتبره تاريخ العائلة الكتانية ليستنكر اتهام الكتاني السلفيين التقليديين بموالاة الحكام، رغم أن جده علي بن المنتصر الكتاني كان “خراجا ولاجا من عند الحسن الثاني”.
وأرفق أبو الوليد المغربي، الذي استبدت به حمى صراع دول الخليج وقطر، ليخرج عن طوع شيخه عبد الرحمان المغراوي، وثيقته بفيديوهات وصور تجمع بعض أفراد عائلة الكتاني، خاصة عبد الحي الكتاني مع مستعمرين فرنسيين.
وكان الشيخ حسن الكتاني وجه للسلفيين التقليديين، عقب الصراع السياسي بين قطر والسعودية والإمارات، انتقادات قوية أخرجت بعضهم عن قاعدة “ترك السياسة والانشغال بالدعوة” التي يرفعها أتباع المغراوي. وليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها تلامذة المغراوي عن طوعه، بل سبق أن خرج أحد المصنفين بساعده الأيمن بفتوى تجيز للشباب المغاربة القتال في سوريا، قبل أن يرجع عنها.
ضحى زين الدين/ الصباح