مسلسل بابا علي : الدراما الأمازيغية كوميديا وفرجة،  تميز وتفوق، وماذا بعد ؟

مسلسل بابا علي : الدراما الأمازيغية كوميديا وفرجة،  تميز وتفوق، وماذا بعد ؟

- ‎فيرأي, في الواجهة
634
التعليقات على مسلسل بابا علي : الدراما الأمازيغية كوميديا وفرجة،  تميز وتفوق، وماذا بعد ؟ مغلقة

بقلم : محمد بوفتاس

استطاع المسلسل الأمازيغي “بابا علي” في جزئه الثاني  المحافظة على تألقه واستقطاب جمهور واسع من المتتبعين الأمازيغ، وتمكن بسهولة من أن يصبح عملا فنيا متميزا شعبيا.

مسلسل بابا علي في جزئه الثاني الذي تبته القناة الامازيغية الثامنة خلال رمضان 2022 بعد الإفطار باللهجة السوسية ” تشلحيت ” استطاع بسهولة أن يصبح العمل الأكثر تداولا على ” يوتيوب ” وفرض نفسه  في الـ”ترند” المغربي ، وفرض نفسه بين الأعمال الرمضانية المغربية.

 

استطاع مسلسل بابا علي أن يقدم للمشاهدين الفرجة والمتعة ، ويمنحهم قصة مليئة بالمغامرات والتشويق. تدور أحداث المسلسل حول رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي داخل قرية أمازيغية محاطة بغنى الطبيعة والتراث المغربي، أما قصة باب علي فهي مستوحاة من شخصية “علي بابا ” الأسطورية، 

وتم تصوير المسلسل بدوار تاكموت نواحي تلات نيعقوب، وتم تنفيذ الإنتاج من قبل “وردة بروديكسيون”  مع طاقم فني وتقني استطاع إخراج مسلسل “بابا علي” للوجود، وجعل الجمهور المغربي يستمتع به. المسلسل من إخراج مصطفى أشاور، سيناريو وحوار الفنان أحمد نتاما، كما شارك فيه نخبة من المع نجوم الشاشة المغربية،  وقد أعطت مشاركة هذه النخبة من الفنانين لمسة أخرى جديدة للقصة، جعلته يمزج بين المواقف الدرامية والكوميدية وكل ممثل بدل مجهوده ليترك بصمته الخاصة بهذا المولود القديم الجديد. المسلسل هو بالفعل نموذج للعمل الفني الناجح وهو دليل على قدرة الأعمال الدرامية الأمازيغية على منافسة نظيرتها العربية، رغم أن المسلسل يقدم الفرجة فقط ولا يحمل رسالة محددة ويكتفي بالطابع الفولكلوري، إلا أنه يقدم لنا صورة عن طبيعة المجتمعات السوسة القديمة، والعادات السائدة فيها، وهو في أغلبه يحافظ على  مبدأ الفرجة والكوميديا من أجل الامتاع فقط دون حمولة دلالية مرجعية

من الناحية الفنية هو عمل ممتاز استطاع من خلاله المخرج أن يشد انفاس المشاهدين، وساهم الممثلون في تحقيق الفرجة الممتعة: كما أن اختيار المكان كان رائعا لأن المخرج أبرز من خلال المشاهد جمالية الطبيعة السوسية  والبنية المعمارية المتميزة وهو ما يجعل المشاهدين يعيشون أجواء المكان والحدث. لقد استطاعت القناة الثامنة تمازيغت أن تنافس القنوات الوطنية وحتى الاجنبية وأن تحقق نسب مشاهدة مرتفعة لأنها قدمت أعمالا تستحق أن يعاد بثها في القنوات الوطنية.

وكشف مخرج المسلسل مصطفى أشاور، خلال مشاركته في برنامج “تيزي ن تومرت، على إذاعة “ميد راديو”، أن سر نجاح المسلسل بجزئيه يتجلى “في البساطة الكامنة في أسلوب السهل الممتنع، التي تتجلى في قوة السيناريو والحبكة الدرامية، وروح العمل الجماعي بين الفريق التقني والممثلين والشركة المنتجة”. وأشاد المخرج بمجهودات فريق المسلسل الذين “اشتغلوا في ظروف طبيعة صعبة، واستحملوا قساوة البرد في منطقة إيجوكاك، وحرصوا على تقديم منتوج أمازيغي مشرف”.

إن قراءة موضوعية في العمل تبرز فعلا نجاحا في استقطاب المشاهدين وتحقيق نسبة مشاهدة عالية،   وقد استطاع مسلسل بابا مواصلة تألقه ورد الاعتبار للإبداع الأمازيغي، لكننا يجب أن نقف للبحث عن الرسالة التي يحملها المسلسل، هل هناك فعلا رسالة ؟ هذا السؤال يفرض نفسه لأن هدف المسلسل لا ينبغي أن يكون فقط هو الفكاهة والفرجة من أجل الفرجة فالتراث الأمازيغي ليس فقط هو الفولكلور أو التراث الكوميدي بدون حمولة. فتاريخنا غني بما يكفي لجعل الإبداع الأمازيغي يبرز هذه الحمولة التاريخية في قالب كوميدي أو تحميل النص خلفيات تاريخية ورسالة محددة، ليس الهدف فقط أن نجعل المشاهد يضحك لأن الكوميديا المجانية لا تخدم أي قضية، خاصة وأننا نعيش مخاضا من أجل ترسيم الأمازيغية. لكن هذا النقد لا يفقد المسلسل جماليته وقيمته.

يمكنك ايضا ان تقرأ

34 هكتار تحت التهديد: من يحمي أراضي الدولة بأغمات من مخالب الفساد؟”

طارق أعراب في تطور جديد يكشف استمرار معضلة