من بين من ساروا في جنازة الوزير الراحل عبد الله، الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وأحمد بوستة أحد رموز حزب الاستقلال ومحمد الأبيض أمين عام حزب الاتحاد الدستوري، فضلا عن آخرين قرروا إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل.
وإذ استبد الحزن بعبد الإله ابن كيران لفراق صديق عمره، فقد ارتدى يوم وداعهما الأخير على البسيطة، جلبابا اسودا داكنا وقميصا من اللون نفسه فيما اعتمر طاقية حمراء.
وحسب “منارة” أن عبد الإله ابن كيران، طلب عدم الصلاة على صديقه في مسجد السنة الذي هو أرحب من نظيره في مسجد مقبرة الشهداء، وهو الأمر الذي عزاه لمقربيه لرغبته في وداع صديقه بكل تقية وورع تجنبا لأية بهرجة أو إشارة بالبنان إلى أنه استغل هذه الفاجعة لتلميع صورته وحكومته الائتلافية سياسيا.
وحسب المصادر فإن رئيس الحكومة، قال إنه يريد وداع صديقه ورفيق عمره، بتجرد من أية بروتوكول سياسي.
وفيما امتلأ شارع المقاومة عن بكرة أبيه بمشيعي جثمان الراحل عبد الله باها، فقد شوهدت عناصر تنتمي إلى حركة التوحيد والإصلاح، وقد ارتدت سترات خاصة بحدث التشييع، وهي العناصر التي اضطلعت بتنسيق مع أمنيين بألبسة مدنية في تأطير المشيعين ضمانا لجنازة تليق بالراحل وتنأى بها عما يعكر صفوها.
وارتدت الحي حيث منزل عبد الإله ابن كيران، لبوسا حزينا، والمناسبة تشييع جثمان باها إلى مثواه الأخير، حيث تقرر أن يوارى الثرى قرب شيخه عبد الكريم الخطيب بمقبرة الشهداء.
وحضر جنازة وزير الدولة، سياسيون من مختلف الأطياف، فضلا عن شخصيات كانت توارت عن الانظار لولا أن خرجت للعلن بسبب الفاجعة التي أصابت الحكومة بفقدانها بوصلتها.
وكان جثمان الراحل قد حل ببيت عبد الإله ابن كيران، حيث كان مسجى في تابوت، قبل أن تنطلق الجنازة من البيت الذي تختزن جدرانه ذكريات عن علاقة الرجلين الوطيدة والممتدة لسنوات طوال، قبل أن تخطف المنون الرجل الكتوم عبد الله باها من تحت عجلات قطار سريع مساء الاحد المنصرم.
عن منارة بالتصرف