إنتاج الزعفران بايت بوولي .. تجربة نموذجية بإقليم أزيلال بمبادرة من تعاونية محلية

إنتاج الزعفران بايت بوولي .. تجربة نموذجية بإقليم أزيلال بمبادرة من تعاونية محلية

- ‎فيمنوعات
403
التعليقات على إنتاج الزعفران بايت بوولي .. تجربة نموذجية بإقليم أزيلال بمبادرة من تعاونية محلية مغلقة

/ازيلال/ عبد العزيز المولوع

أقدمت تعاونية ايت بووالي بإقليم ازيلال على تجربة تقوم على انتاج الزعفران بمبادرة تبقى فريدة من نوعها بالنسبة لإقليم ازيلال ٬بعد أن اشتهر هذا النوع من الانتاج الفلاحي في عدد من مناطق وجماعات الإقليم تتقارب خصوصياتها الطبيعية والمناخية.

 

فعلى ارتفاع يتجاوز 1800 متر على سطح البحر،وعلى بعد 80 كلمتر من مدينة ازيلال تقع جماعة آيت بووالي التي خاض سكانها تجربة زراعة الزعفران، بعدما كانوا يعتمدون على أنشطة فلاحية معيشية، ما ساهم، حسب خبراء زراعيين ورؤساء تعاونيات، في انتعاش مدخول الفئات الهشة، وغيّر من واقع الجماعة التي كانت إلى حدود الأمس القريب تُوصف بأنها ثاني أفقر جماعة ترابية بالإقليم.
وتعتبر جماعة أيت بووالي البالغ عدد سكانها أزيد من 12 ألف نسمة من المناطق الفلاحية بأزيلال، نظرا إلى مناخها الملائم وتربتها الصالحة للزراعة، ما يمنحها القابلية لزراعة هذا المنتوج الجديد، فضلا عن زراعة اللوز والجوز والبطاطس، التي تبقى مجرد فلاحة معيشية في غياب إمكانات عصرية قادرة على أن تجعل منها بديلا اقتصاديا.

يقول عبد اللطيف مرادو، رئيس تعاونية آيت بوولي لإنتاج الزعفران، إن من الأسباب الكامنة وراء إقبال الساكنة على هذه الزراعة هو ارتفاع مردوديتها وانعكاس وقعها على الأوضاع الاجتماعية للساكنة، وانخفاض تكاليفها مقارنة مع باقي المنتجات المحلية الأخرى، حيث لا يتجاوز موسم الحرث والزرع والقلع أو الانتاج ثلاثة أشهر، في الوقت الذي يفوق دخلها كافة المزروعات الممارسة من طرف الفلاحين من قبل.
وأضاف المتحدث أن زراعة الزعفران تشكل اليوم مصدر شغل لكافة العائلات الهشة، وما يميزها عن غيرها كونها توفر الشغل لكل الأشخاص من مختلف الأعمار ومن الجنسين، ما يعني أنه بإمكان حتى الأطفال والنساء والشيوخ ممارسة هذا النوع من العمل لكونه لا يتطلب كفاءة أو مجهودا عضليا.


وذكر مرادو أن ما زاد من إنجاح المشروع هو تكتل السكان المحليين في تعاونيات تهتم بزراعة الزعفران إلى جانب أنشطة موازية أخرى، ضمنها الخياطة التقليدية وتثمين بعض المنتجات المحلية كاللوز والجوز الذي يحظى بإحداث وحدة إنتاجية لتثمين هذا المنتوج ، مؤكدا ان زراعة الزعفران لقيت دعما قويا من طرف سلطات العمالة والمجلس الإقليمي والمجالس الجماعية التي واكبت التجربة وقدمت يد العون لمختلف المزارعين، سواء على مستوى التأطير أو الدعم المادي ، وبفضل التشجيع المستمر لعامل الإقليم الذي خصص عدة خرجات ميدانية إلى مواقع الزرع للإطلاع عن كثب على هذه التجربة مما جعل الاقبال على هذه الزراعة يزداد سنة بعد أخرى .


من جانبه أوضح نائب رئيس التعاونية سعيد بوليل أن الإقبال الكبير على هذا المنتوج الجديد بالمنطقة تأتى بفضل الدور الذي قامت به التعاونيات المحلية التي تتكفل بتوفير بصيلات الزعفران وتسويق المنتوج، ما شجع المزارعين على تخصيص مساحات إضافية لهذه الزراعة، حيث انتقلت المساحة من 08 هكتارات في المراحل الأولى إلى 140 هكتارا ، بإنتاج سنوي وصل الى 160 كلغ بجماعة أيت بووالي لوحدها، وبدخل مادي مهم لكل عائلة يتراوح أحيانا ما بين 10.000 و16.000 درهم سنويا ، مضيفا ان التعاونية تتوقع رفع الإنتاج الى 300 كلغ في افق 2024.معتبرا ان إشكالية التسويق تبقى احد اكبر الإشكالات التي تواجه التعاونية خصوصا في ظل تأثيرات جائحة كورونا لكن بفضل المشاورات مع باقي الشركاء سنجد الحلول لتسويق هذا المنتوج الذي يبقى احد رهانات التنمية الاقتصادية بايت بووالي وبعدد من جماعات إقليم ازيلال التي انخرطت في البرنامج الذي موله المجلس الإقليمي بشراكة مع مجلس الجهة والجماعات المحلية الى جانب وزارة الفلاحة والتعاونيات .


وفي تصريح للجريدة ، قالت فاطمة العلمي ، مديرة التعاونية الفلاحية لأيت بووالي متعددة الأغراض، إن التعاونية التي تأسست سنة 2014 وانخرطت في هذه التجربة بعد استفادتها رفقة عدد من التعاونيات من الدعم المالي والتقني ومن دورات تكوينية في هذا المجال، ما سمح لهن باكتساب تجربة جيدة في مواكبة سلسلة الإنتاج من الزراعة الى التلفيف والبحث عن قنوات التسويق التي تبقى احد الاكراهات التي نشتغل لإيجاد حلول ناجعة في هذا المجال ،مضيفة ان التعاونية حاليا تضم حوالي 93 منخرط و 97 منخرطة فيما بلغ ناهز عدد المستفدين 767 مستفيد ومستفيدة من أنشطة التعاونية.


ويعتبرمشروع الزعفران بـ”البديل الزراعي” بجماعة آيت بواولي، ويبقى “ثمرة تظافر جهود عدد من الشركاء، من ضمنهم وزارة الفلاحة، والمجلس الإقليمي، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمياه والغابات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى جانب 14 جماعة ترابية يتلاءم مناخها وهذا النوع من الزراعة وتتوفر على المؤهلات المطلوبة .”.

يمكنك ايضا ان تقرأ

مركز الدرك الملكي الجديد بجماعة السعادة: درع أمني يعزز الاستقرار ويواكب التحولات

نورالدين بازين في تحول نوعي يعكس الأهمية الاستراتيجية