محمد تكناوي.
تولي الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، أهمية خاصة لتعزيز التعاون في مجال التربية والتعليم، مع جميع شركاءها ، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، والارتقاء بالشراكة مع مختلف الفاعلين في الحقل التربوي، من قطاعات حكومية وجماعات ترابية، وقطاع خاص ومنظمات المجتمع المدني، ويندرج هذا التعاون ضمن الاولويات الوطنية، والتوجهات العامة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ولمقتضيات القانون الإطار 51/17 ، ويساهم هذا التعاون في دعم استراتيجية الاكاديمية الرامية إلى تطوير المنظومة التربوية على الصعيد الجهوي، وتحسين جودتها وادماج المؤسسة التعليمية في محيطها السوسيوثقافي في إطار مشاريع محددة الاهداف والمجالات.
ضمن هذا التوجه، و في إطار الشراكة والتي تجمع بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية، وتنفيذا للمشاريع التي يعمل الطرفان على تنفيذها بهدف تطوير المقاربات التربوية وتحقيق هدف النهوض بجودة التعلمات، قامت لجنة مشتركة بين الطرفين بزيارة ميدانية للثانوية الاعدادية الآفاق بجماعة السعادة المتواجدة بالضاحية الجنوبية لمراكش، من أجل افتتاح “الفضاء الثقافي” و بستان المدرس” وذلك صباح يوم امس السبت 12 مارس 2022.
وتميزت فعاليات حفل الافتتاح التي تمت تحت الاشراف الفعلي لمولاي احمد الكريمي مدير الأكاديمية ، بحضور كل من رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات الآباء، ورئيسة الجمعية الشريكة، و شخصيات عمومية وفعاليات جماعية وجمعوية وحقوقية و اعلامية وشركاء خصوصيين.
و قد مكنت هذه الزيارة حسب افادات من الجهات المنظمة، من الاطلاع على تجربة المؤسسة في اعتماد آلية “بستان المدرس” لبناء التعلمات في مجال علوم الحياة والأرض وكذا في مجال الاجتماعيات، كما ابانت عن الانخراط الجماعي لمكونات المؤسسة، واهتمام مؤطري مواد أخرى بهذا الأسلوب البيداغوجي كما هو الشأن بالنسبة لأساتذة مادة التربية البدنية والرياضة، و يذكر أن هذه المبادرة تم تفعيلها في عدد من المؤسسات التعليمية العمومية، وذلك طبعا في إطار التعاون بين المدرسة العمومية و المجتمع المدني الذي ترعاه الاكاديمية.
وفي هذا السياق نوه أحمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بهذا الفضاء الذي سيدفع المتمدرسات والمتمدرسين الى الانفتاح على محيطهم، من هي خلال الاستفادة من الخدمات التي يوفرها هذا المشروع البيئي، “بستان المدرس“ الذي سيمكن التلاميذ من الربط بين ما تلقوه من دروس نظرية و الجانب التطبيقي في مادة علوم الحياة و الأرض، حيث سيمنح لهم هذا الفضاء فرصة للتعرف عن قرب على أهم مراحل الاستنبات و تتبع نمو بعض المزروعات المثمرة .و المشروع التربوي الاخر ” الفضاء الثقافي” الذي سيسهم بدوره في تعزيز و تطوير النموذج البيداغوجي، الرامي إلى دعم التمكن من اللغات بصفة عامة، و اللغة العربية بشكل خاص،بهدف دعم كل جوانب الفهم و إغناء المعرفة، و اكتساب الكفايات والمهارات الحياتية، و التي تعد المكتبات المدرسية،احدى رافعاتها الأساسية, كما عرجت كلمة المسؤول الجهوي على التذكير بالمشروع الذي أشرفت عليه وزارة التربية الوطنية،والمتمثل في توزيع مليون و 100 ألف كتاب بكل المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، في إطار الشراكة التي تجمع الوزارة بالوكالة الأميركية للتعاون، و التي تندرج ضمن مشروع ورش القراءة،الذي يعتبر من بين الأوراش المهمة التي اطلقتها الوزارة.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة لمدير الأكاديمية والوفد المرافق له ، لفتح نقاش مع التلميذات والتلاميذ حول تجربة بستان المدرس وحول التجارب التي باشرتها المؤسسة، حيث اظهروا مدى تحكمهم ، وتملكهم كفايات معرفية وعملية مرتبطة بزراعة الفسائل وتتبع نموها البيولوجي، وملاحظة معيقات نموها من تكاثر الاعشاب الطفيلية وارتفاع درجة الحرارة، كما قاموا، تحت انظار الوفد الزائر بممارسة عملية إزالة النباتات الطفيلية وكذا تجريب تقنية البيوت البلاستيكية.
وقد حضي التصميم المعتمد في بناء “الفضاء الثقافي“ باهتمام واعجاب كبيرين. من طرف الوفد المرافق لمدير الاكاديمية، والذي ارتكز على مواد تم تدويرها، استحضرت البعد البيئي، فالطاولات اعتمدت على أخشاب أعيد استعمالها بشكل جميل فيه لمسة جمالية، و المقاعد تم لاعتماد فيها على إطارات العجلات صُمِمت بروح فيها نوع من الإبداع و الابتكار، وحسب توضيح من ادارة المؤسسة ، فقد تم إشراك التلاميذ في كل مراحل التهييء لهذا الفضاء .