كلامكم .
بعث الدكتور طارق غفلي، وهو صيدلاني بمدينة خراكش، برسالة توضيحية شرح فيها واقع قطاع الصيدلة والطب … هذا نصها..
رسالة الى السيد وزير الصحة السيد خالد آيت الطالب
أولا و قبل كل شيء لدي اليقين أنك إنسان نزيه يحب الخير و معقول في عمله و جدي،
و أعتبر أن سلسلة الأخطاء تجاه الصيدلة بالخصوص كمهنة لم يكن ينبع عن سوء نية ، لكن هي تراكمات للأسف بأحكام مسبقة يطول الوقت لشرحها.
أعرف أنك بذلت مجهودا كبيرا من جميع النواحي، لمحاربة هذه الجائحة بمعية جميع أطر الصحة بالقطاع العام و القطاع الخاص الذين تفانوا في خدمة وطنهم، و منهم العديد أصيبوا بالوباء و منهم من كان في حالة خطرة و منهم من وارى التراب من أطباء و صيادلة و ممرضين و كافة أفراد التقنيين و الاداريين.
و لهذا أدعوك سيدي الوزير، مع احتراماتي لكم و للمسؤولية التي تقلدتموها أن تصلحوا هذه الأخطاء،و الوقت ما زال سانحا لذلك، و لن يقلل هذا من شأنكم بل سيرفعه، لأن الأمور الآن أصبحت واضحة للعيان،
فبعد التضليل الاعلامي ضد الصيدلة و الصيادلة و شيطنتهم من طرف العديد من المنابر الاعلامية و السياسية بالخصوص،يقف الآن المواطنون لا يجدون الا الصيدليات لتخفيف الألم، و الخوف الذي انتشر جراء هذه الجائحة، وقف الصيادلة و مساعدوهم طوال 3 أسابيع و أنهكوا ،بتقديم النصائح، و البحث عن الأدوية المنقطعة تارة و المفقودة تارة أخرى، و توجيه المرضى الى العيادات و المصحات و المستشفيات بكل طيبة خاطر، و إعطاء العناوين التي لا تدخل في اختصاصنا و مع ذلك ،
بقيت الصيدليات فاتحة أبوابها حتى أصيب أكثر من نصف الصيادلة و مساعدوهم و عائلاتهم بهذا الوباء.
سيدي الوزير أنت طبيب كفؤ و أستاذ جامعي تدرس في كلية تسمى كلية الطب و الصيدلية، الطبيب يأخذ دكتوراة في الطب مكتوب فيها من كلية الطب و الصيدلة، الصيدلي يأخذ دكتوراة في الصيدلة مكتوب فيها من كلية الطب و الصيدلة.
فيجب أن تحافظ على قوة الكلمتين المترابطتين الطب و الصيدلة.
فكيف تسمح بإعطاء جماعات سياسية دورها سياسي و اداري الحق في اقتناء الأدوية، ؟
ألم يكن الأجدر أن يتم تزويد فقط مندوبيات الصحة، و لم لا أيضا شركات التوزيع الصيدلية التي تقوم بدور فعال و رائع و متقون في الحفاظ على المسلك القانوني للدواء.
سيدي الوزير و الله إني لأعرفك بأنك انسان نزيه، و لديك مسؤولية الآن يمكن اصلاحها في أقل من 15 يوم بل أقل،
= اصلاح المنظومة الصيدلية و إعطاؤها مكانتها سيعزز من تقدم البلاد، و سيسهل تقليص الضغط على المواطنين الذي حاروا في البحث عن أدوية منقطعة.
أما بالنسبة لانتخابات مجالس الصيدلة، فوزارة الصحة و الأمانة العامة للحكومة هي الوصي على القطاع،
ان انتهت مدة صلاحية المجالس وجب على الوزارة التدخل فورا لإعادة الشرعية من جهة.
من جهة أخرى أخطأت لما طالبت بالتحدث مع ممثل واحد، فهذا لا يوجد في أي مكان في العالم، و كأنك تطالب الأحزاب المغربية بممثل واحد تتكلم معه باسم جميع الأحزاب.
رغم انتهاء شرعية المجالس و في انتظار تفعيل الانتخابات كان لزاما عليك استدعاء ممثلي الشمال و الجنوب و الوطني من جهة.
و ممثلي النقابات الوطنية من جهة، و هذا في صالح الدولة فهم أعلم بمكامن الخلل في المنظومة الصيدلية، فاستقبالهم كان سيكون له أثر في تقدم الصحة العمومية و الخاصة.
مسألة أخيرة سيدي الوزير،
هناك خصاص مهول في قطاع الدولة من ناحية عدد الصيادلة الذين يبلغون حاليا 160, في حين أن قطاع الدولة يحتاج 1000 على الأقل.
و يجب تشجيع الصيدلة الإكلينيكية كما هو معمول به في سائر دول العالم حيث سيفتح 400 مكان للعمل للصيادلة المستقبليين في المصحات، حتى تكون الجودة في تقديم العلاجات الضرورية في المصحات.
👈👈👈 و في الأخير أسأل الله الهداية للجميع.
دكتور طارق غفلي
