خولة العدراوي
شهدت المحكمة الابتدائية بمراكش، صباح اليوم الثلاثاء، انطلاق أولى جلسات محاكمة رجل أعمال يُدعى “سعيد”، يملك عدداً من المقاهي بكل من تامنسورت ومراكش، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطه ضمن شبكة للنصب والاحتيال باستعمال ما يُعرف بـ“الزئبق الأحمر”.
وقررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في الملف إلى جلسة يوم الجمعة المقبل، في وقت يُتابَع فيه المتهم في حالة اعتقال، إلى حين استكمال مناقشة تفاصيل القضية التي شغلت الرأي العام المحلي.
وفي سياق متصل، كانت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية نفسها قد أصدرت، يوم الجمعة الماضي، حكمًا يقضي بـثلاث سنوات سجناً نافذاً في حق زعيم شبكة النصب المرتبطة بالقضية ذاتها.
ويتعلق الأمر بالمتهم الرئيسي “ح. غ”، البالغ من العمر 48 سنة، والمنحدر من إقليم تاونات والمقيم بمدينة سلا، والذي جرى توقيفه أواخر شهر نونبر الماضي، إثر كمين أمني محكم نُفّذ داخل أحد المقاهي بشارع علال الفاسي بمراكش.
وكشفت معطيات الملف أن الشبكة نجحت في الاستيلاء على مبلغ يناهز 800 مليون سنتيم من رجل أعمال مراكشي، بعدما تم إيهامه بالدخول في صفقة وهمية لاقتناء “الزئبق الأحمر” لفائدة ثري مزعوم من إحدى دول الخليج.
وحسب مجريات التحقيق، فقد عمد أفراد العصابة إلى بناء علاقة ثقة مالية وتجارية مع الضحية، قبل نسج سيناريو محكم تم تقديمه على أنه معاملة مضمونة، تخللتها مكالمات فيديو مع شخص ينتحل صفة المشتري الخليجي، ظهر بلباس تقليدي وهو يستعرض مبالغ مالية كبيرة، مؤكداً استعداده لدفع مبالغ ضخمة مقابل اقتناء المادة المزعومة.
وللإشارة، هذه القضية تعيد إلى الواجهة خطورة أساليب النصب الحديثة التي تستثمر الخرافة، والتقنيات الرقمية، وواجهات “الثراء السريع”، للإيقاع بضحاياها، في انتظار ما ستكشف عنه جلسات المحاكمة المقبلة بخصوص باقي المتابعين في هذا الملف الثقيل.
