هيئة التحرير/ تصوير: ف. الطرومبتي
في سياق دينامية جديدة يشهدها قطاع النقل العمومي بجهة مراكش آسفي، احتضن مقر الجهة صباح الأربعاء 10 دجنبر 2025 أشغال الدورة العادية لمجموعة الجماعات الترابية “مراكش للنقل”، وهي دورة طبعها حضور مكثف لمسؤولي الجهة والشركاء التقنيين، وبرئاسة واضحة لسمير كودار الذي ظهر كمحرك أساسي لهذا المشروع الطموح الذي تستعد المدينة لإطلاقه.
منذ افتتاح الجلسة، بدا أن كودار يتعامل مع ملف النقل بمنطق إصلاحي يربط بين تطوير البنيات وتحسين جودة العيش في مراكش، إذ شدد في كلمته على أن المدينة، بما تعرفه من توسع متسارع وضغط على شبكات التنقل، تحتاج إلى منظومة نقل عصرية وفعالة تتماشى مع التحولات العمرانية والاجتماعية التي تعيشها. وقد نجح في جمع مختلف المتدخلين حول رؤية موحّدة، ما مهد الطريق للوصول إلى صيغة اتفاقية التدبير المفوض لمرفق النقل بواسطة الحافلات.
وحضر هذا الاجتماع كل من محمد شريف، المدير العام لشركة “سوبراتور”، وعبد الصادق العالم، الكاتب العام للشؤون الجهوية، ومحمد الواردي، الكاتب العام الملحق بولاية الجهة، ثم أمين تجيني، باشا المنطقة الحضرية سيدي يوسف بن علي. وقد شكّل هذا الحضور دليلاً على أن المشروع انتقل من مستوى النقاش إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، خاصة مع تقديم برنامج شامل لتجديد أسطول الحافلات.
البرنامج الذي تم عرضه أمام أعضاء الدورة يقوم على إدماج حافلات جديدة وحديثة، مزودة بأنظمة تتبع ومراقبة رقمية، ووسائل ولوج مريحة لمختلف الفئات، بما فيها الأشخاص في وضعية إعاقة، إضافة إلى تجهيزات لحماية السلامة داخل الحافلة وضمان انضباط الرحلات. واعتماد هذا النوع من الحافلات ينسجم مع التوجه الاستراتيجي للجهة نحو ترسيخ نموذج نقل حضري أكثر مرونة، يقلل الازدحام ويحسن زمن التنقل ويحترم البيئة.
وقد حرص سمير كودار خلال المناقشات على تأكيد أن هذا المشروع ليس مجرد تجديد أسطول، بل هو تغيير جذري في فلسفة النقل العمومي داخل مراكش، بالنظر إلى أنه يعتمد مقاربة تشاركية بين الجهة والجماعات الترابية والشركة المفوض لها، من أجل ضمان خدمة أكثر انتظاماً وجودة للمواطنين. كما شدد على أن الجهة ستواكب عملية التفعيل بتتبع دقيق ومحاسبة صارمة لأي تقصير، وهو ما لاقى ترحيباً من مختلف المتدخلين.
وفي ختام الاجتماع، تم التوقيع الرسمي على اتفاقية إطلاق الأسطول الجديد، في خطوة اعتُبرت تتويجاً لأشهر من التنسيق، وإعلاناً فعلياً عن دخول المشروع مرحلة التنفيذ. ومن المرتقب أن يبدأ العمل بالحافلات الجديدة خلال نهاية هذا الأسبوع، في تحول سيشكل، وفق متابعين، إحدى أهم لبنات تحديث النقل الحضري في مراكش خلال السنوات الأخيرة.
بهذا التوقيع، يرسخ سمير كودار موقعه كأحد أبرز الفاعلين في دفع مشاريع الجهة نحو السرعة القصوى، واضعاً بصمته مرة أخرى في مشروع يهم حياة آلاف المواطنين يومياً، ويعكس رؤية ترابية تقوم على التخطيط، التحديث، وربط التنمية بالمرفق العام.