“الله العن الشياطين”… عبارة لخص بها الدكتور طارق حنيش جوهر الحكمة وعمق الإنسان 

 “الله العن الشياطين”… عبارة لخص بها الدكتور طارق حنيش جوهر الحكمة وعمق الإنسان 

- ‎فيرأي
2601
التعليقات على  “الله العن الشياطين”… عبارة لخص بها الدكتور طارق حنيش جوهر الحكمة وعمق الإنسان  مغلقة

بقلم : ابو سعد عبدالحي

في مشهد يعكس مستوى رفيعاً من النضج المؤسساتي والرقي الأخلاقي، احتضن مكتب الدكتور طارق حنيش، النائب البرلماني ونائب عمدة مراكش المكلف بالتعمير، يوم الثلاثاء 9 دجنبر، جلسة صلح جمعت بينه وبين مدير نشر موقع بيان مراكش السيد صلاح الدين زندي، بحضور الصحفي نور الدين بازين مدير نشر موقع كلامكم، الذي لعب دور الوسيط الرئيس في هذه المبادرة.
هذه الجلسة لم تكن مجرد لقاء لتسوية خلاف قانوني، بل كانت درساً في الهدوء والحكمة، تُوج بعبارة مؤثرة نطق بها الدكتور طارق حنيش في ختام اللقاء:
“الله العن الشياطين”
وهي عبارة تلخص خلفية الرجل الأخلاقية وسجيته الإنسانية، وتعكس روح المصالحة ورغبته الصادقة في تجاوز كل ما قد يعكر صفو العلاقات المهنية والإنسانية.
رجل بقلب أبيض… خارج أضواء الكاميرا
من يعرف الدكتور طارق حنيش يدرك أنه من طينة الرجال الذين لا يبحثون عن الأضواء، ولا يلهثون خلف الكاميرات، رغم مسؤوليته السياسية والإدارية الكبيرة.
إنه رجل هادئ بطبعه، يشتغل بصمت، ويفضّل أن تُرى أعماله على أن تُسمع تصريحاته. محب للمدينة وأهلها، قريب من الناس، يسمع أكثر مما يتكلم، ويتعامل بثقة ووقار دون ضجيج أو مبالغة.
وراء هذا الهدوء يقف قلب طيب، لا يعرف الحقد ولا يميل إلى الخصام، وهو ما برز جلياً خلال جلسة الصلح التي طبعها التسامح وسعة الصدر، حيث اختار الدكتور حنيش أن يفتح صفحة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل وتقدير المجهود الإعلامي، مؤمناً بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات.
ابن الأصول… تربية راسخة في مدرسة المخزن
ليس غريباً على الدكتور طارق حنيش أن يتحلى بهذه الأخلاق العالية؛ فهو ابن أحد رجال دار المخزن، رحمة الله عليه، الذي غرس فيه قيم الانضباط، والنبل، والوفاء للوطن، واحترام الناس، وهي مبادئ تترسخ اليوم في أسلوبه الهادئ وفي حضوره المتزن داخل المشهد السياسي.
هذه التربية جعلت منه نموذجاً للمسؤول الذي يجمع بين الوقار والمهنية، وبين الحزم والإنصات، وبين الواجب العملي والاحترام الإنساني.
جلسة صلح تتحول إلى درس في الحكمة
خلال اللقاء، أوضح السيد صلاح الدين زندي خلفيات المواد الإعلامية التي أثارت الجدل، مؤكداً أنها لم تكن عن قصد أو سوء نية، بل في إطار تنوير الرأي العام. وقد استوعب الدكتور حنيش هذا التوضيح بروح عالية من التفهم، مجسداً دور المسؤول الذي يقدّم العقل على الانفعال، والمصلحة العامة على أي حساسيات شخصية.
وساهم الصحفي نور الدين بازين بإخلاص ومسؤولية في تقريب وجهات النظر، ليخرج اللقاء بنتيجة مشرفة تمثلت في مصافحة صادقة وصورة تذكارية تعبّر عن طي صفحة الخلاف نهائياً.
إن ما حدث ليس مجرد صلح، بل رسالة قوية لكل الفاعلين الإعلاميين والسياسيين:
أن الخلاف مهما اشتدّ، فإن الحوار قادر على إذابة الجليد، وأن التسامح قيمة نادرة لكنها أساس لكل بناء ديمقراطي.
لقد أثبت الدكتور طارق حنيش من خلال هذه الواقعة أنه رجل دولة هادئ، ناضج، وابن أصول… رجل يختار الحكمة طريقاً، ويختم كل توتر بعبارة بسيطة، لكنها تحمل كل المعاني:
“الله العن الشياطين”
وعليه، يسعدني أن أحيّي هذا السلوك النبيل باسمي عبد الحي نافعي، تقديراً لشخصية تستحق الاحترام ولمسار إنساني وسياسي مشرف.

You may also like

تمكين العدالة في مواجهة الفساد: الأستاذ خالد كردودي يقود دورة تكوينية نوعية لتعزيز قدرات التحقيق في الصفقات العمومية بمراكش

حكيم شيبوب شهدت قاعة محكمة الاستئناف بمراكش، يوم