تقرير: نهيلة عصمان( صحفية متدربة)
أفاد تقرير حديث لصحيفة Hindu Business Line الهندية بأن الطلب الهندي على الأسمدة الفوسفاطية المغربية يشهد ارتفاعا لافتا خلال السنة الجارية، إذ يُرتقب أن ترتفع واردات الهند من هذه الأسمدة بنسبة تقارب 40 بالمائة، لتتجاوز 2.5 مليون طن، مقارنة بحوالي 1.8 مليون طن في سنة 2024.
ووفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين بالمكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، فإن هذه الدينامية مرشحة للاستمرار خلال سنة 2026، بفعل الحاجة المتنامية للأسمدة اللازمة لضمان أمن الهند الغذائي وتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام.
ونقلت Hindu Business Line تصريح يوسف الباري، الرئيس التنفيذي لشركة OCP Nutricrops، الذي أكد أن مجموعة OCP تُعدّ شريكا موثوقا للمزارعين الهنود منذ أكثر من أربعة عقود، وأن حجم التوريد نحو الهند سيتجاوز 2.5 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية سنة 2025 دعما للإنتاجية الزراعية وتعزيزا للأمن الغذائي.
وأشار التقرير إلى أن المجموعة المغربية باتت تركز على تطوير أسمدة مخصّصة وفق احتياجات المحاصيل ونوعية التربة، بدل الاقتصار على تصدير الفوسفاط الخام، كما تعمل على تعزيز موقع فوسفاطها الفائق الثلاثي (TSP) كبديل مُحسّن، مع مواصلة إنتاج وتوريد فوسفاط “DAP”.
وكشفت الصحيفة أن التجارب الميدانية التي أجرتها الشركة مع أزيد من 22 ألف مزارع بولايات كارناتاكا وراجستان أبرزت أن اعتماد تغذية موجهة علميا للمحاصيل ساهم في تقوية مقاومتها وتحسين مردوديتها ورفع مداخيل المزارعين.
وتوقفت Hindu Business Line عند الرأسمال الاستراتيجي للمغرب في السوق الهندية، مشيرة إلى أن مجموعة OCP تمتلك 28 بالمائة من رأسمال شركة Paradeep Phosphates (PPL)، إلى جانب مشاريع مشتركة لإنتاج حمض الفوسفوريك مع Chambal Fertilisers، واتفاقيات توريد طويلة الأمد مع كبريات شركات الأسمدة الهندية.
وتقاطع هذه المعطيات – تضيف الصحيفة – مع تصريحات سكرتيرة الجنوب بوزارة الخارجية الهندية، نينا مالهوترا، خلال زيارتها الرسمية للمغرب ما بين 18 و21 نونبر الماضي، التي أكدت خلالها رغبة نيودلهي في تعزيز ترتيبات التوريد الاستراتيجية للفوسفاط والأسمدة مع المغرب، باعتباره موردا محوريا لضمان أمنها الغذائي.
وبحسب البلاغ الذي كانت سفارة الهند بالرباط قد وجهته إلى الصحيفة، فقد شكلت هذه الزيارة مناسبة لتأكيد متانة العلاقات الثنائية التي تعززت منذ زيارة الملك محمد السادس للهند عام 2015، ولاسيما في المجالين الاقتصادي والصناعي، حيث يُعد المغرب المورد الأول للفوسفاط نحو الهند.
وخلال لقائها بالرئيس المدير العام لمجموعة OCP مصطفى التراب، بحثت المسؤولة الهندية سبل توسيع مشاريع الشراكة في سلسلة إنتاج وتوريد الأسمدة، والتعاون في مجال الزراعة المستدامة وحماية التربة. كما جدد الطرفان التزامهما بتعميق التعاون لضمان الأمن الغذائي وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الرباط ونيودلهي.
وتُبرز المؤشرات كما يخلص التقرير أن العلاقات المغربية الهندية تعرف زخما متصاعدا في السنوات الأخيرة، تُجسده الاتفاقيات المتعددة في مجالات الصناعة والدفاع والزراعة. فبينما يستفيد المغرب من الخبرة الهندية لبناء قاعدة صناعات دفاعية، ترى الهند في المغرب شريكا رئيسيا لتأمين احتياجاتها من الفوسفاط والأسمدة.
