طارق أعراب
صرّح ربيع إزكي، الفاعل النقابي والتربوي، بأن ما وقع مؤخراً مع ما يُعرف بـ”مول الحوت” لا يُختزل في خلاف شخصي أو سوء فهم عابر، بل يمثل حالة من الانحدار الأخلاقي والثقافي الذي جعل بعض صناع المحتوى يعتقدون أن طريق الشهرة يمر عبر الإساءة إلى المؤسسة التربوية ورجال التعليم.
وقال إزكي في تصريحه: “الاستاذ لم يلجأ إلى القضاء رغبةً في الانتقام أو بدافع التشدد، بل لأن كرامة الأستاذ ليست ملكاً فردياً حتى أتنازل عنها. هي مسؤولية جماعية تمس كل من يقف داخل القسم دفاعاً عن المعرفة والقيم. وأي تساهل مع الإهانة سيعيد إنتاج نفس السلوك ويشجع عليه.”
وأضاف: “المدرسة ليست هدفاً للسخرية، بل مؤسسة لبناء المجتمع، وعندما يتحول التقليل من شأنها إلى مادة ترفيهية فهذا دليل على خلل عميق يجب مواجهته ثقافياً وقانونياً.”
وأكد إزكي أن الأزمة ليست في واقعة معزولة، بل في سياق عام أصبحت فيه التفاهة تُلمَّع، فيما يُحاصر دور المدرسة ويُبخَّس دور الأستاذ، مشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار للقطاع باعتباره أساساً لأي مشروع تنموي أو إصلاحي.
وختم تصريحه قائلاً: “القضاء، في مثل هذه الحالات، ليس وسيلة لتصفية الحسابات، بل آلية لتصحيح الأعوجاج وترسيخ ثقافة الاحترام. إذا أردنا جيلاً يحترم المعرفة، يجب أولاً أن نحمي من يحملون رسالتها.”
