طارق أعراب/تصوير: ف. الطرومبتي
تتواصل الكارثة البيئية في منطقة النخيل بمراكش، حيث تُترك المياه العادمة تتدفق بلا حسيب ولا رقيب عبر مجرى طبيعي يفترض أن يكون ممرًا لتصريف المياه والاستفادة منها، لا مستنقعًا للتلوث وروائح كريهة تهدد صحة السكان ونظافة المجال البيئي.
الفيديو المتداول يكشف بشكل صادم حجم الإهمال، ويُظهر مجرى ماء تحول إلى قناة مفتوحة للصرف العشوائي في محيط ملاعب الكولف، في المنطقة الواقعة تحت اختصاص وكالة الحوض المائي لتانسيفت، دون أي تدخل فعلي لحماية النظام البيئي أو سلامة الساكنة.
السكان يتساءلون: أين المراقبة؟ وكيف يُسمح بتحويل وادٍ خلقه لسريان المياه الطبيعية إلى مكب نفايات سائلة؟ هذه الجريمة البيئية لا تضرب فقط المنظر العام وتلوث الفرشة المائية، بل تهدد أيضًا بكوارث صحية قد تمتد تبعاتها لسنوات، في مدينة تُوصف بكونها وجهة سياحية عالمية يفترض أن تكون النظافة فيها أولوية واستدامة الموارد الطبيعية خيارًا لا يحتمل المساومة.
المطلوب اليوم ليس وعودًا ولا لجانًا شكلية، بل تدخل فوري لوقف هذا النزيف البيئي، فتح تحقيق شامل في مصدر هذه المياه العادمة، وتحديد الجهات المسؤولة عن ضخ هذه النفايات أو غض الطرف عنها. فالتنمية الحضرية لا يمكن أن تستمر على حساب صحة الناس وكرامة المجال البيئي، ومراكش ليست في حاجة لفضيحة جديدة تُظهرها مدينة بلا حماية بيئية ولا حكامة في تدبير الموارد الطبيعية.
