هيئة التحرير
يواصل عمال شركات المناولة بالمجمع الشريف للفوسفاط بابن جرير رفع صوتهم للمطالبة بالإدماج المباشر داخل المؤسسة، في ظل أوضاع اجتماعية ومهنية صعبة يعيشونها منذ سنوات طويلة، رغم مزاولتهم للمهام نفسها التي يقوم بها المستخدمون الرسميون داخل أوراش الإنتاج والمعالجة.
العمال نظموا خلال الأيام الماضية سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام إدارة المجمع بمدينة ابن جرير، مجددين تأكيدهم أن غياب الاستقرار المهني واستمرار العمل عبر شركات وسيطة يُبقيهم في دائرة الهشاشة، ويحرمهم من الحقوق الأساسية التي يستفيد منها باقي مستخدمي المؤسسة، من تغطية اجتماعية وتعويضات واستفادة من المرافق والبنيات الاجتماعية.
هذه الوقفات لقيت تفاعلاً واسعاً من الرأي العام المحلي، والهيئات الحقوقية والنقابية وطنياً وجهوياً، حيث شددت أصوات عديدة على أن الإدماج المباشر داخل المجمع الشريف للفوسفاط بات مطلباً مُلحّاً لإنهاء سنوات من التهميش الذي طبع مسار هذه الفئة.
وفي هذا السياق، دعت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بإقليم الرحامنة إلى مراجعة دفاتر التحملات الخاصة بالمقاولات المتعاقدة، وإقرار عقود عمل عادلة وتحسين الأجور، وتمكين العمال من الولوج إلى مختلف البرامج الاجتماعية للمؤسسة، معتبرة أن الوقت قد حان لرفع الحيف عن فئة لها التزامات أسرية وأطفال يتابعون دراستهم، بينما تظل حياتهم المهنية معلقة أمام ممارسات شركات وسيطة وُصفت بأنها “استغلالية”.
ويؤكد المحتجون أن المجمع يستفيد بشكل مباشر من جهودهم اليومية داخل سيرورة الإنتاج، في حين يواصلون هم مواجهة غياب الاستقرار الوظيفي وضعف التغطية الاجتماعية، الأمر الذي زاد من شعورهم بالغبن والتمييز. وفي ظل هذا الواقع، يراهن العمال على أن تفتح هذه الاحتجاجات الباب أمام حل جذري يضع حداً لمعاناة استمرت لسنوات طويلة.
