إعداد وتقديم:طارق أعراب
تستعد الساحة السياسية بدمنات وأزيلال لحدث إعلامي لافت يتمثل في إطلاق سلسلة فيديوهات جديدة توثق حصيلة عمل البرلماني رشيد المنصوري خلال السنوات الأخيرة، في تجربة تختلف عن الخطابات الجاهزة وتقترب أكثر من لغة الميدان والعمل اليومي.
رشيد المنصوري، الذي يقدّم نفسه بـ “الثقة والهدوء”، بدا حريصاً على تقديم روايته الخاصة لطريقة اشتغاله، مؤكداً أن دخوله للسياسة لم يكن عبر دهاليز الكواليس، بل عبر الاحتكاك المباشر بالناس والمشاريع، وبتجربة تراكمت من تسيير المقاولات التي منحته — كما يقول — القدرة على الانضباط والتخطيط والمسؤولية.
ويوضح المنصوري أن السياسة بالنسبة إليه ليست مجرد خطابات أو مداخلات برلمانية، رغم أهميتها الرمزية، بل عمل يومي في الملفات، في الإدارات، وفي تتبع المشاريع المتعثرة، مشيراً إلى أنه وجد عند تحمّله المسؤولية “تراكماً كبيراً وتأخراً في عدد من المشاريع” قبل أن ينخرط في عملية تنسيق واسعة مع الجماعات والسلطات المحلية والإقليمية لإعادة إطلاق أوراش توقف بعضها لسنوات.
السلسلة ستتوقف عند ما يعتبره المنصوري أهم إنجازاته بين 2021 و2025، من بينها مشاريع السدود، تأهيل الطرق القروية، الإضاءة العمومية، إصلاح المدارس، النقل المدرسي، توسيع المراكز القروية، بناء المراكز الصحية والإعداديات والثانويات، والأسواق المحلية، وصولاً إلى مشاريع الماء الصالح للشرب وحفر الآبار في الدواوير التي كانت تعيش على وقع المعاناة.
ويركز المنصوري بشكل خاص على مشروع المكتبة الكبرى التي ستشكل — حسب قوله — فضاءً ثقافياً مفتوحاً لأبناء المنطقة، باعتبارها مشروعاً يوازن بين بناء البنية التحتية وبين الاستثمار في المعرفة وتنمية الوعي.
أما الشباب، فيعتبرهم المنصوري قلب العمل السياسي، وهو ما دفعه — كما يشرح — إلى متابعة الدوريات الرياضية التي تنظمها الجمعيات، والاستماع إلى احتياجات الفرق المحلية، قبل إطلاق مشروع الملعب بالعشب الاصطناعي الذي تحول إلى واقع بفضل المتابعة الميدانية.
كما تتناول السلسلة جهود تهيئة المسالك القروية، وهي من الملفات التي يعتبرها المنصوري جوهرية لتحقيق العدالة المجالية، مؤكداً أن المواطن في الجبل يستحق نفس جودة الخدمات المتوفرة في المدن.
هذه الفيديوهات، التي تجمع بين خطاب مباشر ومشاهد من الميدان، ستمنح للساكنة فرصة للاطلاع على ما تحقق وما ينتظر الأفق التنموي للمنطقة، في تجربة تفتح الباب لنقاش واسع حول فعالية التمثيلية البرلمانية، ودور المنتخبين في تحسين حياة المواطنين عبر العمل الواقعي وليس عبر الوعود.
سلسلة “حصيلة البرلماني رشيد المنصوري” ليست مجرد توثيق سياسي، بل محاولة لوضع العمل العمومي تحت الضوء، وتمكين الرأي العام من تقييم المسار بعيداً عن الانطباعات والشائعات.