خولة العدراوي/تصوير:ف. الطرومبتي
شهد حي الملاح التاريخي بالمدينة القديمة لمراكش، خلال الساعات الأخيرة، حملة تطهيرية واسعة قادتها السلطات المحلية، استهدفت مختلف مظاهر العشوائية التي تفاقمت في الآونة الأخيرة داخل هذا النسيج العريق.
الحملة التي شاركت فيها مختلف المصالح المعنية، من قياد وأعوان سلطة وعناصر القوات المساعدة، جاءت استجابة لشكايات متتالية من الساكنة والتجار، الذين دقّوا ناقوس الخطر بشأن تنامي الفوضى واحتلال الملك العمومي، وانتشار أنشطة غير قانونية شوّهت طابع الحي التاريخي وأثّرت على حركته التجارية والسياحية.
وقد شملت التدخلات إزالة مجموعة من البنايات العشوائية والتراكمات غير القانونية، إلى جانب تحرير الأزقة من الفراشة والباعة غير المرخص لهم، الذين كانوا يتسببون في اختناق المسالك الحيوية وتعطيل الحركة داخل الملاح، خاصة في المناطق القريبة من المدارس والدور السكنية والمصالح الإدارية.
كما قامت السلطات بضبط عدة مخالفات عمرانية وتجارية، مع مباشرة المساطر القانونية في حق أصحابها، في خطوة ترمي إلى إعادة النظام والحد من الممارسات التي أضرّت بسمعة هذا الفضاء التراثي الذي يُعد من أهم واجهات المدينة القديمة.
وفي تصريحات متفرقة، عبّر عدد من سكان الملاح عن ارتياحهم لهذا التحرك، مؤكدين أن الحي كان بحاجة ماسة إلى تدخل فعلي يعيد إليه هيبته التاريخية وجماليته المعمارية، ويضع حدا للفوضى التي باتت تهدد أمن وراحة الساكنة والزوار.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة ليست سوى بداية لمخطط أشمل لإعادة الاعتبار للمدينة القديمة، عبر تنظيم فضاءاتها وتجويد ظروف العيش فيها، خصوصا وأن مراكش تستعد لاحتضان مجموعة من الأحداث الدولية وتتجه نحو تحسين صورتها العمرانية والسياحية.
ويبقى أمل الساكنة معقودا على أن تستمر هذه العملية بوتيرة ثابتة، حتى لا تتحول إلى مجرد حملة ظرفية، وأن تُواكب بمراقبة صارمة تضمن احترام القانون والحفاظ على طابع الملاح كإحدى المعالم التاريخية التي تحمل بصمة مراكش العريقة.
