طارق أعراب
وجه المواطن محمد بالحوضي، ابن مدينة مراكش، ملتمسًا رسميًا إلى والي جهة مراكش آسفي، خطيب لهبيل، يلتمس فيه تغيير اسم زنقة يوغسلافيا بحي جليز إلى زنقة الوحدة.
ويأتي هذا المقترح، وفق نص الملتمس الذي توصلت كلامكم بنسخة منه، في لحظة وطنية مميزة تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ومع القرار الأممي رقم 2797/2025 الذي كرس الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، إلى جانب البلاغ الملكي الأخير الصادر عن الديوان الملكي والذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن إقرار يوم 31 أكتوبر عيدًا وطنيًا للوحدة.
وأكد بالحوضي في رسالته الموجهة إلى الوالي أن الإبقاء على اسم يوغسلافيا في إحدى شوارع مراكش لا يليق بتاريخ المدينة، بالنظر إلى أن تلك الدولة كانت الوحيدة في أوروبا التي اعترفت سنة 1984 بالكيان الانفصالي، في خطوة اعتبرها المغاربة آنذاك طعنة في وحدة الوطن الترابية، وهو ما دفع المغرب في تلك الفترة إلى قطع علاقاته الدبلوماسية معها بتاريخ 30 نونبر 1984.
وأضاف المتحدث أن يوغسلافيا اندثرت وتفككت إلى سبع دول مستقلة، بينما ظل المغرب موحدًا في ترابه وثوابته ومؤسساته، مما يجعل من استمرار تلك التسمية أمرًا رمزيًا غير منسجم مع روح المرحلة الراهنة التي تعيشها المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
وشدد بالحوضي في ملتمسه على أن تغيير اسم الزنقة إلى زنقة الوحدة ليس مجرد قرار إداري بسيط، بل موقف وطني ومعنوي يجسد ارتباط المغاربة العميق بثوابت الأمة، ويترجم مكانة مراكش التاريخية كمدينة شكلت على الدوام حصنًا للوطن ورمزًا للوحدة والسيادة.
وختم ملتمسه بدعوة الوالي إلى التفاعل الإيجابي مع هذا المقترح، واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة لتصحيح هذه التسمية بما يعكس التحول التاريخي الذي تعرفه الدبلوماسية المغربية، ووفاءً لرمزية المرحلة التي أعادت للمغرب مكانته الريادية في الدفاع عن قضاياه الوطنية.
هذه المبادرة الفردية التي تحمل نفسًا وطنيًا صادقًا، تفتح الباب أمام نقاش مجتمعي واسع حول رمزية أسماء الشوارع والأزقة في المدن المغربية، وضرورة ملاءمتها مع القيم الوطنية الجامعة التي ترتكز على الوحدة الترابية، والوفاء لتاريخ المغرب العريق، والانتصار لرموز السيادة الوطنية.
