المنصورية تُجدّد العهد مع المسيرة الخضراء في ذكراها الخمسين: احتفاء بالوحدة الترابية وروح الانتماء الوطني

المنصورية تُجدّد العهد مع المسيرة الخضراء في ذكراها الخمسين: احتفاء بالوحدة الترابية وروح الانتماء الوطني

- ‎فيTV كلامكم, مجتمع
112
0

هيئة التحرير

شهدت جماعة المنصورية بإقليم بن سليمان، يوم الأحد 9 نونبر 2025، تنظيم احتفالية وطنية وشعبية كبرى بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وذلك بمبادرة من جمعية سواعد الخير للتضامن ، مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية، ، جمعية فرسان المنصورية، والجمعية المغربية للتجار والمهنيين، وبتنسيق مع السلطات المحلية ومجلس جماعة المنصورية.

افتتحت القافلة الاحتفالية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم وأداء النشيد الوطني، قبل أن تنطلق القافلة الوطنية التي جابت مختلف أحياء المنصورية في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، تزينها الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتتعالى فيها الأناشيد والهتافات التي تمجد روح المسيرة والوحدة الترابية للمملكة.

وشهدت الفعالية مشاركة عدد من المجموعات الغنائية الفلكلورية والتراثية التي أتحفت الحضور بعروض فنية من مختلف مناطق المغرب، مزجت بين الإبداع والهوية الوطنية، في لوحات فنية تجسد التنوع الثقافي للمملكة ووحدة الشعب حول قضاياه الكبرى.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور كريم القرقوري، مدير القافلة الاحتفالية الشعبية بالمنصورية، أن الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء جاء للتأكيد على أن روح هذه الملحمة لا تزال ملهمة، وأنها تحولت إلى نهج استراتيجي للتنمية والاستقرار، قائلاً:

“الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة هو تجديد للوفاء والاعتزاز بتاريخنا المجيد. فهذه الملحمة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت مشروعاً وطنياً كبيراً أرسى أسس الوحدة الوطنية وفتح آفاق التنمية في مختلف ربوع الوطن. وتتزامن هذه الذكرى مع قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي أكدت مغربية الصحراء، مما يكرس صواب الموقف المغربي وعدالة قضيته. كما نستحضر من خلالها الأمجاد التاريخية ونُسلّط الضوء على جهود التنمية الهائلة التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، والتي حولت الأمل إلى إنجازات ملموسة في مختلف القطاعات.”

وأضاف قائلاً:

“المسيرة الخضراء كانت ولا تزال رمزاً للوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب المغربي من مختلف الجهات والخلفيات، لتحقيق هدف وطني مشترك. لقد مكنت من استعادة السيادة الوطنية على أراضينا الصحراوية، وساهمت في ترسيخ الاستقرار السياسي وتعزيز مكانة المغرب إقليمياً ودولياً، بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وما تحظى به قضيتنا الوطنية من دعم واعتراف متزايد على الصعيد الدولي.”

من جهته، صرّح الدكتور إبراهيم النوحي، منسق مركز الدراسات والبحوث الأكاديمية قائلاً:

> “إن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث وطني فريد، بل كانت تحولاً حضارياً في مسار الأمة المغربية. فقد جمعت بين الحكمة السياسية للعرش العلوي المجيد، والإيمان العميق للشعب المغربي بعدالة قضيته. إنها مسيرة لا تزال تُلهم الأجيال بروح التضامن والالتزام، لأنها حملت رسالة السلم والعقلانية في زمنٍ كان النزاع فيه هو القاعدة. ومن هذا المنطلق، فإن الاحتفال بخمسينيتها ليس فقط تخليداً للذاكرة، بل هو أيضاً استحضار لمسؤوليتنا الجماعية في مواصلة البناء التنموي الذي يرعاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله في أقاليمنا الجنوبية، حيث تحولت الصحراء اليوم إلى فضاء للنماء والفرص الاقتصادية والاجتماعية.كما أن هذه الذكرى الخالدة تدعونا إلى ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الوطنية المستندة إلى الشرعية التاريخية والقانونية، وإلى تعزيز روح المواطنة الإيجابية في صفوف الشباب، الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لتلك الروح الوطنية التي أضاءت درب التاريخ سنة 1975.”

وفي نفس السياق، قال الدكتور حسن مروان، عضو اللجنة المنظمة والباحث في الفكر الوطني المعاصر:

> “إن المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث سياسي أو وطني، بل هي فلسفة مغربية في التغيير بالسلام والإرادة الجماعية. لقد أثبت المغرب من خلال هذه الملحمة للعالم أن الوحدة يمكن أن تتحقق بالإيمان لا بالسلاح، وبالعقل لا بالعنف. واليوم، ونحن نحتفل بخمسينيتها، نرى كيف أثمرت تلك الرؤية البعيدة للمغفور له الحسن الثاني، حيث تحولت الصحراء المغربية إلى نموذج للتنمية المتوازنة والمستدامة في إفريقيا. إن هذه المناسبة فرصة لتجديد الولاء للوطن ولجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يواصل مسيرة البناء والتشييد بنفس الإصرار والحكمة.”


أما موسى القرقوري، رئيس جمعية سواعد الخير للتضامن، فقد أوضح في تصريحه أن مشاركة الجمعية تأتي لتأكيد دور المجتمع المدني في ترسيخ روح الوطنية، قائلاً:

“إن جمعية سواعد الخير للتضامن كانت وستظل صوتاً للمواطنة الفاعلة والتضامن الإنساني في خدمة الوطن. مشاركتنا في هذه الاحتفالية الوطنية ليست فقط تخليداً لذكرى تاريخية، بل تجسيد لالتزامنا بدعم قيم الوحدة والتلاحم التي أرساها جلالة الملك محمد السادس نصره الله. إننا نسعى من خلال هذه الأنشطة إلى غرس روح المسيرة الخضراء في نفوس الشباب، عبر مبادرات ثقافية وتربوية واجتماعية تُعزز روح الانتماء والمسؤولية.كما أن هذه المناسبة تدعونا إلى التأمل في التحول الكبير الذي شهدته الصحراء المغربية خلال العقود الأخيرة، حيث أصبحت رمزاً للتنمية والانفتاح، بفضل المشاريع الملكية الكبرى التي غيرت وجه الأقاليم الجنوبية وجعلتها بوابة المغرب نحو إفريقيا.”

من جهته، عبّر خالد القرقوري، رئيس جمعية فرسان المنصورية، عن فخره بالمشاركة في تنظيم هذا الحدث قائلاً:

“نعتز في جمعية فرسان المنصورية بالمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الوطنية، التي تُخلّد واحدة من أعظم صفحات تاريخ المغرب الحديث. إننا نحرص على أن تكون مشاركتنا ذات بعد ثقافي وتربوي، من خلال تنشيط فني وتراثي يُقرّب الأجيال الجديدة من قيم المسيرة الخضراء، ويُرسخ لديهم روح الانتماء والتضحية.هذه الذكرى ليست فقط احتفالاً بالماضي، بل هي رسالة إلى المستقبل، مفادها أن الوطن يبنى بالإرادة المشتركة والتلاحم بين الشعب والعرش. والمسيرة الخضراء تظل شاهداً على عبقرية المغاربة في تحقيق أهدافهم الكبرى في إطار السلم والوحدة.”

أما ميلود العنبري، رئيس الجمعية المغربية للتجار والمهنيين، فأكد أن:

“التجار والمهنيين بالمنصورية يشاركون اليوم في هذه الملحمة بكل اعتزاز، لأن الصحراء المغربية هي قضية كل فئات الشعب. مشاركتنا تجسد التزامنا الكامل بالوحدة الترابية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.”

وقد اختتمت الفعاليات برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والدعاء له بالنصر والتوفيق، مع أداء النشيد الوطني وتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين من الفرق الفنية والجمعوية.

وفي ختام هذا اليوم الوطني المجيد، أكدت المنصورية مرة أخرى تشبثها الدائم بروح المسيرة الخضراء، التي ستظل منارة للأجيال في طريق الوحدة والبناء والازدهار.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

طنجة تستعد للتألق.. والملعب الكبير يفتح أبوابه في حفل كروي مهيب 

حكيم شيبوب بدأ العد التنازلي لافتتاح ملعب طنجة