خولة العدراوي
في بادرة إنسانية لاقت استحساناً واسعاً، أطلقت السلطات المحلية بجامع الفنا، بتنسيق مع ولاية جهة مراكش آسفي وبتعاون مع عدد من فعاليات المجتمع المدني، حملة اجتماعية استهدفت عدداً من المشردين والمختلين عقلياً المنتشرين بالمدينة العتيقة وساحاتها الكبرى، وعلى رأسها ساحة جامع الفنا وحي النخيل.
وشملت المبادرة التي أشرف عليها قائد الملحقة الإدارية جامع الفنا، محمد أزناك، عمليات تنظيف واستحمام للمستفيدين، وتزويدهم بـ ألبسة جديدة ووجبات غذائية، في مشهد يجسد قيم التضامن والتكافل الإنساني التي تميز المجتمع المراكشي.
وفي إطار الحرص على استدامة أثر المبادرة، عملت ولاية جهة مراكش آسفي على توفير خدمات التطبيب والعلاج للأشخاص الذين تم إيواؤهم، خصوصاً الحالات التي كانت في وضع صحي هش أو تحتاج إلى متابعة نفسية وطبية.
كما تم نقل الأشخاص بدون مأوى إلى مؤسسة خيرية لتوفير الإيواء والرعاية، فيما جرى توجيه المختلين عقلياً إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بأمرشيش لتلقي العلاجات اللازمة، رغم ما يعرفه هذا المرفق الصحي من خصاص واضح في الموارد البشرية، حيث لا يتوفر سوى على طبيبة واحدة في ظل غياب ثلاثة أطباء آخرين دون مبرر واضح.
ولقيت هذه المبادرة إشادة كبيرة من طرف سكان المدينة العتيقة والتجار والزوار، الذين اعتبروا أن الخطوة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية للسلطات المحلية، مطالبين بـ تعميم التجربة على باقي مناطق مراكش، خاصة أحياء الشرف والمسيرات والدواوير المجاورة، التي تعرف هي الأخرى انتشار حالات مشابهة من التشرد والاختلال العقلي.
وتؤكد هذه المبادرة على أهمية التنسيق بين السلطة المحلية وولاية الجهة والمؤسسات الصحية والمجتمع المدني في حماية الفئات الهشة وضمان كرامتها، داعية إلى تعزيز الإمكانيات الطبية والاجتماعية حتى تتحول مثل هذه المبادرات إلى سياسة إنسانية دائمة تحفظ كرامة المواطن وتكرس الأمن الاجتماعي بمراكش.
