فيديو. باب أحمر بمراكش: تحذيرات من إهمال معلمة تاريخية تهدد الهوية العمرانية والسياحية للمدينة

فيديو. باب أحمر بمراكش: تحذيرات من إهمال معلمة تاريخية تهدد الهوية العمرانية والسياحية للمدينة

- ‎فيTV كلامكم, في الواجهة, مجتمع
223
0

ط. أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي

مراكش – أثار إغلاق باب أحمر التاريخي بمدينة مراكش موجة من التساؤلات والقلق في أوساط الساكنة المحلية والمهتمين بالتراث والمعمار، بعد تدهور حالته بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما دفع السلطات إلى غلقه بشكل كامل يوم الجمعة 26 شتنبر 2025، تفادياً لأي خطر يهدد سلامة المواطنين والمارة.

وجاء هذا الإغلاق عقب ظهور تشققات وتصدعات خطيرة في جدران الباب التاريخي، خاصة بعد الزلزال الأخير الذي عرفته جهة مراكش آسفي. وقد دفعت هذه الوضعية المتدهورة الصيدلانية الدكتورة هند لبريني، صاحبة صيدلية “هند” الواقعة بمحاذاة باب أحمر، إلى توجيه مذكرات رسمية إلى كل من والي جهة مراكش آسفي ومندوب وزارة الثقافة ومندوب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمراكش، نبهت فيهما إلى خطورة الوضع الحالي، وإلى التأثير السلبي لإغلاق هذا المعلم على الحياة اليومية للسكان والتجار، وكذا على صورة المدينة سياحياً وثقافياً.

وأكدت الدكتورة لبريني في رسالتها أن باب أحمر يمثل أحد الأبواب التاريخية العريقة لمدينة مراكش، حيث يعود تاريخه إلى عهد الدولة الموحدية، ويُعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية المعمارية المغربية. كما شددت على أن هذا الباب، الذي كان لعقود رمزاً للحركية التجارية والاجتماعية للمدينة العتيقة.

وأضافت المراسلة أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل عاجل يشكل “تهديداً للتراث المصنف ضمن الهوية الإنسانية المشتركة”، مشيرة إلى أن غياب الترميم وترك الباب مغلقاً لأشهر سيؤدي إلى تدهور أكبر في بنيته المعمارية، ما قد يجعل إصلاحه مستقبلاً أكثر صعوبة وكلفة.

كما نبهت الدكتورة لبريني إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة عن هذا الإغلاق، خاصة على تجار وسكان حي باب أحمر الذين تضررت أنشطتهم اليومية نتيجة صعوبة الولوج إلى الحي، فضلاً عن فقدان الممر الحيوي الذي يربط عدة مناطق داخل المدينة العتيقة.

وفي رسالتها إلى مندوبية وزارة التربية الوطنية والرياضة، أشارت إلى أن هذه الوضعية قد تؤثر حتى على القطاع الرياضي والسياحي، في وقت تستعد فيه المملكة المغربية لاحتضان بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، وتعمل على تعزيز صورتها كوجهة سياحية وتاريخية عالمية.

وطالبت الدكتورة لبريني السلطات المختصة بـتسريع وتيرة التدخل لإصلاح باب أحمر وفق معايير تقنية دقيقة تراعي قيمته التاريخية والمعمارية، مع إشراك خبراء التراث في عملية الترميم، حفاظاً على هوية المدينة الحمراء التي تعدّ مفخرة للذاكرة المغربية والعالمية.

واختتمت مذكرتها بالتأكيد على أن الحفاظ على باب أحمر هو حفاظ على جزء من تاريخ مراكش العريق، داعية إلى نهج مقاربة تشاركية بين القطاعات المعنية لضمان معالجة جذرية وسريعة لهذه الوضعية التي تهدد أحد أبرز رموز المدينة التاريخية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

الحملة ضد الفساد بدأت: 300 منتخب أمام القضاء والعشرات في لائحة العزل

هيئة التحرير كشفت معطيات رسمية لوزارة الداخلية عن