طارق اعراب
تطل أسطح المباني على ساحة جامع الفنا الشهيرة في قلب مراكش، المدينة التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، لتشهد كل يوم حركة نابضة بالحياة وسياحاً من مختلف أنحاء العالم يستمتعون بأجوائها الفريدة. بين نكهات المأكولات الشعبية وروائح التوابل والموسيقى التي تملأ المكان، يعيش الزائر تجربة مغربية أصيلة لا تُنسى.
ومع حلول فصل الخريف واعتدال الطقس، يبدأ الموسم السياحي في مراكش، ليتيح للزوار فرصة مثالية لاكتشاف معالم المدينة التاريخية والمشاركة في أنشطتها الثقافية والفنية المتنوعة. فالمدينة الحمراء ليست مجرد وجهة سياحية، بل فضاء حي يجمع بين الأصالة والحداثة، والتاريخ والفن.
تقول سائحة من الأوروغواي: “كنت أحلم دوماً بزيارة المغرب، لكن حين وصلت إلى مراكش فاقت التجربة كل توقعاتي. أحببت الناس والأسواق والأجواء الساحرة. سأوصي الجميع بزيارتها.”
تظل ساحة جامع الفنا القلب النابض للمدينة، حيث تتقاطع عروض الموسيقى والفلكلور الشعبي مع ضجيج الحياة اليومية، مما يمنحها طابعاً فريداً يجذب الزوار من كل مكان. وإلى جانبها، تنتشر الرياضات التقليدية التي يزيد عددها عن 1500 رياض، أغلبها يقع في الأحياء التاريخية، وتُعد ركناً أساسياً في تنشيط الاقتصاد المحلي وتشغيل الحرفيين والعمال.
وتُسجل مراكش أكثر من 10 ملايين ليلة سياحية سنوياً، أي ما يعادل نحو 35% من إجمالي النشاط السياحي في المغرب. وقد شهدت المدينة خلال السنوات الأخيرة تطويراً كبيراً في بنيتها التحتية وخدماتها السياحية، لتواكب الطلب المتزايد على السياحة الراقية وتستقطب فئات جديدة من الزوار.
موقع مراكش الاستراتيجي في قلب المملكة يجعلها محطة مثالية للسياح الراغبين في استكشاف مدن أخرى مثل ورزازات، الصويرة، الرباط وفاس، أو التوجه نحو الجنوب لاكتشاف جمال الصحراء وسماء أرفود المتلألئة بالنجوم.
ومع انفتاح المغرب على أسواق جديدة، لم يعد الاعتماد على السياح الأوروبيين فقط، إذ أصبح الزوار الآسيويون يشكلون نسبة متزايدة بفضل الرحلات المباشرة وتسهيل إجراءات التأشيرات، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية متجددة.
بهذا تستمر مراكش في فصل الخريف في تأكيد مكانتها كأيقونة السياحة المغربية، تجمع بين التراث العريق والحداثة المتجددة، وتبهر زوارها بسحرها الذي لا يزول، لتبقى رمزاً للجمال والحياة في قلب المغرب.