بقلم: خديجة الحمزاوي
في الوقت الذي انتظر فيه العالم موقفًا واضحًا من الجزائر بشأن التصويت الحاسم في الأمم المتحدة حول قضية الوحدة الترابية للمغرب، فضّلت الجزائر اتخاذ موقف غامض يُثير التساؤلات، لا هو تأييد، ولا اعتراض، ولا حتى امتناع رسمي. موقف وصفه كثيرون بـ”الانسحاب الرمزي” في لحظة فارقة، بعدما كانت الجزائر ولسنوات طويلة، الطرف غير المعلن في نزاع الصحراء المغربية.
اللافت في هذا الصمت، أنه أتى من دولة طالما رفعت شعارات “دعم تقرير المصير”، وضخّت موارد ضخمة دبلوماسية ومالية وإعلامية في دعم جبهة البوليساريو، إلى درجة جعلت من القضية محورا ثابتا في سياستها الخارجية. لكن في لحظة الحسم، عندما تحوّلت الأقوال إلى أفعال داخل أروقة الأمم المتحدة، غاب الصوت الجزائري.
هل هو حياد متأخر؟ أم ارتباك دبلوماسي أمام تغير موازين القوى الدولية لصالح المغرب؟ أم أنه اعتراف ضمني بعدم جدوى خيار المواجهة الدائمة، وبتفوق الرؤية المغربية الواقعية المبنية على الحكم الذاتي كحل نهائي وواقعي للنزاع المفتعل؟
بغضّ النظر عن الدوافع، فإن الصمت في لحظة الحقيقة أكثر تعبيرًا من أي موقف معلن، وقد يكون مؤشرا لتحوّل مرتقب في الخطاب الرسمي الجزائري، أو على الأقل بداية تراجع تكتيكي عن التصعيد، بعد أن وجدت الجزائر نفسها معزولة أمام دعم دولي متزايد لمغربية الصحراء.
في النهاية، الصمت أحيانًا موقف… لكنه لا يعفي من المحاسبة التاريخية أمام الشعوب.