تامنصورت… 16 سنة من الانتظار والوعود المؤجلة: فلاحون ومستفيدون عالقون بين تعويضات مجمّدة وتجزئة لم تُنجز بعد

تامنصورت… 16 سنة من الانتظار والوعود المؤجلة: فلاحون ومستفيدون عالقون بين تعويضات مجمّدة وتجزئة لم تُنجز بعد

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
330
0

طارق أعراب

بعد مرور أكثر من عقد ونصف على انطلاق مشروع “امتداد تامنصورت” بجماعة حربيل، لا يزال الأمل معلّقًا في الهواء بين فلاحين نزعت أراضيهم ومستفيدين ينتظرون بقعهم السكنية منذ سنوات. المشروع الذي كان يُفترض أن يشكل رافعة عمرانية واجتماعية تحول اليوم إلى رمز للتعثر الإداري والجمود المؤسساتي، بعدما تجمّدت التعويضات وتوقفت الأشغال دون تفسير واضح، تاركًا وراءه قصصًا من المعاناة والإحباط وملفات تراوح مكانها في مكاتب المسؤولين.

فالفلاحون الذين نُزعت أراضيهم لفائدة المشروع يؤكدون أن الأرض كانت مصدر رزقهم الوحيد، وأن تأخر صرف التعويضات قلب حياتهم رأسًا على عقب، فيما يعيش المستفيدون الذين أتموا جميع الإجراءات الإدارية والمالية ترقبًا مملًّا لإنجاز تجزئة الامتداد وتسليم بقعهم الأرضية، دون أي أفق زمني واضح.

وحسب وثائق ومراسلات رسمية توصلت بها جريدة كلامكم، فإن المتضررين سبق أن راسلوا كلًّا من والي جهة مراكش آسفي، والمدير الجهوي لمؤسسة العمران مراكش-آسفي، وباشا تامنصورت، إضافة إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، منذ سنة 2022، مطالبين بـ“التدخل العاجل لإنصاف الفلاحين وتعويضهم عن أراضيهم، وتسريع إنجاز التجزئة وتسليم البقع الأرضية للمستفيدين الذين ينتظرون منذ أكثر من أربعة عشر عامًا”.

ويعتبر المتضررون أن ما يعيشونه ليس مجرد تأخير إداري عابر، بل هو “انتهاك صريح لحقوقهم الأساسية في السكن والتعويض العادل”، مؤكدين أن طول الانتظار أثر سلبًا على أوضاعهم الاجتماعية والنفسية، حيث تكبّد العديد منهم تكاليف كراء باهظة، فيما فقد آخرون الأمل في استرجاع حقوقهم بعد سنوات من المراسلات والاحتجاجات العقيمة.

وفي محاولة لإيصال صوتهم، نظم المتضررون سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام مؤسسة العمران بمراكش، آخرها يوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري، رفعوا خلالها لافتات تطالب بـ“الإنصاف ووضع حدٍّ لسنوات الوعود والتسويف”، مؤكدين عزمهم مواصلة الاحتجاج إلى أن تتحقق مطالبهم المشروعة، وتتحرك الجهات المسؤولة لإنهاء هذا الملف الذي تحوّل إلى جرح مفتوح في جسد مشروع تامنصورت.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

نقطة التربية البدنية بالمدارس الإبتدائية.. بين معاناة الأستاذ وظلم التلميذ

محمد خالد في مدارس ابتدائية كثيرة عبر المغرب،