الرياضة كقوة ناعمة للمغرب… وجه جديد للوطنية والإشعاع الدولي

الرياضة كقوة ناعمة للمغرب… وجه جديد للوطنية والإشعاع الدولي

- ‎فيرياضة, في الواجهة
197
0

إعداد: نور الدين بازين

لم تعد الرياضة في المغرب مجرد لحظات فرح جماهيري أو فوز عابر في محفل دولي، بل تحولت إلى قوة ناعمة استراتيجية تُعبّر عن روح وطنية متجددة، وتجسد في عمقها رؤية ملكية تجعل من الإنجاز الرياضي رافعة للدبلوماسية والتأثي٠ر الدولي.

فكل هدف يسجله لاعب مغربي، وكل علم يرفرف في سماء البطولات العالمية، ليس مجرد لحظة رياضية، بل رسالة حضارية ووطنية تؤكد أن المغرب اليوم يتحدث إلى العالم بلغة جديدة: لغة الإنجاز والثقة والريادة.

إن كل فوز مغربي في المحافل الدولية يعكس تماسك الهوية الوطنية وثقة المواطن في بلده، ويبرز صورة وطن يزاوج بين الحداثة والاعتزاز بالأصول، بين الانفتاح على العالم والارتباط العميق بالجذور. ومن خلال المنتخبات الوطنية، يتجلى ذلك الانصهار الفريد بين العرش والشعب؛ قيادة تؤمن بالإنجاز، وشعب يحتضن الفخر الوطني في كل لحظة انتصار.

الرياضة في المغرب أصبحت أداة دبلوماسية ناعمة بامتياز. فبفضل التوجه الملكي، تحولت إلى جسر للتواصل الدولي والتقارب الثقافي، خاصة مع الفضاءين الإفريقي والعربي. وكل إنجاز رياضي مغربي في الخارج بات يفتح أمام المملكة آفاقًا جديدة للتقدير والاحترام، ويعزز حضورها كقوة استقرار وريادة في محيطها الإقليمي والدولي.

وقد رسخت النجاحات الرياضية الأخيرة صورة المغرب كبلد يعرف كيف يصنع المجد بالعمل لا بالضجيج. من الحضور القوي في المونديال إلى التتويجات القارية وتنظيم التظاهرات الكبرى، يبرهن المغرب أنه قادر على الجمع بين التميز الرياضي والتنظيمي والدبلوماسي، مقدماً للعالم صورة بلد متوازن، طموح، ومؤمن بقدراته.

الرياضة أيضًا عمّقت البعد الإفريقي للمملكة. فمن خلال دعم البنيات الرياضية وتبادل الخبرات واستقبال المواهب الإفريقية في الأكاديميات المغربية، يترجم المغرب التزامه الحقيقي بروح التضامن والوحدة الإفريقية. فالفوز المغربي لا يُقاس ٠فقط بالألقاب، بل أيضًا بالتأثير الإيجابي في القارة من حيث التكوين والمواكبة وبناء نموذج إفريقي ناجح.

كما أصبحت الرياضة واجهة لصورة المغرب الحديثة: بلد شبابي، دينامي، منظم، يعرف كيف يستثمر في طاقاته ومواهبه. الملاعب الجديدة، الأكاديميات المتطورة، والتنظيمات المحترفة تبرز تحول المملكة إلى قوة رياضية حديثة تعرف كيف تجعل من الملاعب منصات للثقة الوطنية والتواصل الحضاري. وفي زمن الدبلوماسية عبر الصورة، بات الملعب أفضل مساحة لتعريف العالم بـ«مغرب الإنجاز».

ولا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي تلعبه الجاليات المغربية بالخارج في تحويل الانتصارات الرياضية إلى لحظات وطنية عابرة للحدود. فعندما يحتفل المغاربة في باريس ومدريد وبروكسيل ومونتريال بعد كل فوز وطني، فإنهم يعيدون وصل الأجيال المهاجرة بجذورها ويكرسون دبلوماسية وجدانية راقية تمارس بالمشاعر لا بالبيانات.

ومن جهة أخرى، أصبح تنظيم المغرب للتظاهرات الرياضية الكبرى – من كأس العالم للأندية إلى كأس إفريقيا والمونديال المرتقب – منصة دبلوماسية فريدة. فهي لا تروج للرياضة فقط، بل تُبرز المؤهلات السياحية والثقافية والبشرية للمملكة، وتؤكد ثقة المجتمع الدولي في قدرتها على التنظيم والتدبير والنجاح.

إن الرياضة المغربية اليوم تعزز في الخارج صورة بلد الاستقرار والتوازن والرؤية الحكيمة. فمراكمة النجاحات الرياضية ليست إلا ترجمة عملية للنموذج المغربي في الإصلاح والتحديث تحت القيادة الملكية الرشيدة. وهكذا، تتحول الرياضة إلى سفير ناعم يروي للعالم قصة المغرب المتجدد، بلد يصنع مجده بالعمل والعزيمة لا بالصخب.

الرياضة في المغرب لم تعد مجرد منافسة، بل أصبحت لغة وطنية راقية تختزل القيم، وتُعرّف العالم بوطن يبني مجده بخطوات واثقة، ويترجم رؤيته في الميدان كما في الدبلوماسية: مغرب الثقة والتميز والإشعاع الدولي.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

فيديو. حزب التجمع الوطني للأحرار ينظم مائدة مستديرة حول التحديات المجالية والاجتماعية بمراكش

طارق أعراب/ تصوير : ف. الطرومبتي نظمت التنسيقية