وهبي يفتح أفقاً جديداً ويزاحم الركراكي بثقته في تحقيق حلم المونديال 2026

وهبي يفتح أفقاً جديداً ويزاحم الركراكي بثقته في تحقيق حلم المونديال 2026

- ‎فيرياضة, في الواجهة
239
0

 محمد خالد

في مشهد كروي مغربي متجدد، لفت محمد وهبي، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، الأنظار بتصريح قوي ومفعم بالثقة، حين قال: “المغرب بغا يربح كأس العالم، لكن حنا بغينا نربحوه سنة 2026 بأمريكا، ومغنتسناوش حتى لـ2030”.
تصريح أثار نقاشاً واسعاً بين المتتبعين، لما يحمله من طموح غير مسبوق ورسالة واضحة بأن الجيل الجديد من الأطر المغربية بات يؤمن بقدرة الكرة الوطنية على تحقيق الحلم العالمي، وليس مجرد المشاركة المشرفة.

وراء هذا التصريح الجريء، تتجلى شخصية مدرب عصري يؤمن بالمشروع وبالعقلية الجديدة التي بدأت تتشكل داخل منظومة الكرة المغربية منذ تعيين وليد الركراكي على رأس المنتخب الأول، مروراً بمسار التأهيل الأكاديمي الذي خضع له وهبي في أوروبا، حيث حصل على رخصة “UEFA Pro”، وهي أعلى شهادة تدريب معترف بها في العالم، تمنح فقط للمدربين المؤهلين لقيادة أندية ومنتخبات النخبة.

ورغم أن محمد وهبي لم يسبق له أن مارس كرة القدم كلاعب محترف، إلا أنه استطاع أن يفرض احترامه في الأوساط الكروية بفضل فكره التكتيكي الحديث، وقدرته على إدارة المجموعات، وبناء هوية لعب مغربية متوازنة تجمع بين الصرامة الأوروبية والموهبة الإفريقية.
وقد برهن خلال مشاركات المنتخب المغربي للشباب الأخيرة على نضج تكتيكي لافت، وقيادة هادئة قائمة على التحفيز والإيمان بقدرات اللاعبين المحليين والمحترفين على حد سواء.

تصريحه الأخير يمكن قراءته من زاويتين:
الأولى، أنه رسالة تحدٍّ موجّهة للمنتخب الأول مفادها أن جيل الشباب لن يرضى بأن يكون مجرد امتداد أو احتياطي، بل شريك في مشروع وطني يرمي لبلوغ قمة الكرة العالمية.
أما الثانية، فهي إعلان ضمني عن جاهزية وهبي لتولي مهام أكبر مستقبلاً، وربما خلافة وليد الركراكي في حال تعثر الأخير في كأس إفريقيا المقبلة.

اللافت أن وهبي يجسد اليوم المدرب المغربي الجديد: مثقف، مؤطر أكاديمياً، يتحدث لغة التحفيز والإنجاز بدل لغة الأعذار والظروف.
ففي زمن العولمة الكروية، لم يعد المدرب يُقاس بتاريخه كلاعب، بل بقدرته على قراءة المباريات، تحليل الخصوم، وتطوير اللاعبين ذهنياً وتكتيكياً، وهي خصال أكد وهبي امتلاكه لها عن جدارة.

إن تصريح وهبي ليس مجرد جملة حماسية، بل هو رؤية وطنية طموحة، تعكس التحول العميق في نظرة المغاربة لكرة القدم كقوة ناعمة ومشروع وطني شامل.
فحين يقول “لن ننتظر حتى 2030 لنربح كأس العالم”، فهو لا يتحدث فقط عن المونديال، بل عن جيل جديد يؤمن بالقدرة على كسر السقف الزجاجي وتحقيق المعجزات.

وربما، إن واصل وهبي طريقه بنفس الحماس والعقلانية، فقد يصبح قريباً أحد رموز الجيل الذهبي للمدربين المغاربة، وربما ـ كما يلمّح محبوه ـ خليفة الركراكي في الطريق نحو حلم 2026 الأمريكي.

كرة القدم المغربية اليوم لا تحتاج إلى من يخاف من الأحلام الكبيرة، بل إلى من يصنعها… ومحمد وهبي يبدو أنه بدأ فعلاً يكتب فصلاً جديداً في تلك الحكاية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

فيديو وصور. على عينيك يا بن عدي… مقهى بمراكش يستولي على حديقة ونافورة عمومية بشارع محمد الخامس

محمد خالد/ تصوير: ف. الطرومبتي تحولت واحدة من