محمد خالد/ تصوير: ف. الطرومبتي
تحولت واحدة من أجمل الحدائق الصغيرة المزينة بنافورة في قلب شارع محمد الخامس طريق كليز، من متنفس عمومي للمارة والعائلات إلى فضاء خاص يستغله أحد المقاهي المجاورة بشكل غير قانوني، في مشهد يعكس حالة من التسيب وغياب المراقبة من طرف السلطات المحلية المعنية.
فالمساحة التي كانت إلى وقت قريب مزاراً للمواطنين والزوار الراغبين في لحظة راحة أو التقاط صورة بجانب النافورة، أصبحت اليوم محتلة بالكامل بطاولات وكراسي المقهى، بعد أن قام مسيّروه بـتسييج جزء من الحديقة وتحويلها إلى امتداد تجاري يخدم مصالحهم الخاصة، في تعدٍّ سافر على الملك العمومي وحرمان الساكنة من فضاء طبيعي نادر وسط المدينة.
عدد من سكان الحي وزوار كليز عبّروا عن استيائهم العميق من هذا الوضع، معتبرين أن ما يجري “على عينيك يا بن عدي”، في إشارة إلى تغاضي السلطات المحلية عن هذا النوع من الاحتلالات التي تشوّه جمالية المدينة وتضرب في العمق حق المواطن في الاستفادة من الفضاءات العمومية.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن استمرار مثل هذه التجاوزات في كليز، القلب السياحي النابض لمراكش، يطرح أسئلة ملحّة حول دور السلطات في مراقبة استغلال الملك العمومي، خاصة في المناطق التي تعرف إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح، حيث تتحول الأرصفة والحدائق والنافورات إلى ملحقات لمقاهٍ ومطاعم دون حسيب أو رقيب.
كما دعا عدد من المواطنين إلى تدخل عاجل للسلطات الولائية ومجلس المقاطعة ، من أجل تحرير الفضاء العمومي وإعادة الاعتبار للحديقة والنافورة التي تمثل جزءاً من الهوية الجمالية والحضرية لشارع محمد الخامس، أحد أرقى شوارع المدينة الحمراء.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى ستظل حدائق مراكش وفضاءاتها العمومية رهينة لجشع بعض المستثمرين؟ وأين هي العدالة المجالية في حماية الفضاء المشترك بين حق المواطن وحق المستثمر؟