لقاءات جهوية لتجديد التواصل الحزبي: طارق حنيش يطلق من مراكش أولى مبادرات الأمانة الجهوية في إطار مذكرة المنصوري

لقاءات جهوية لتجديد التواصل الحزبي: طارق حنيش يطلق من مراكش أولى مبادرات الأمانة الجهوية في إطار مذكرة المنصوري

- ‎فيسياسة, في الواجهة
141
0

طارق أعراب

دشّن الدكتور طارق حنيش، الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مراكش-آسفي، أولى اللقاءات الجهوية التواصلية مع رؤساء الجماعات الترابية المنتمين للحزب، يوم السبت 18 أكتوبر 2025، انطلاقاً من عمالة مراكش، وذلك تنزيلاً لمضامين المذكرة التوجيهية التي أصدرتها  فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الوطنية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة.

يأتي هذا اللقاء ضمن رؤية سياسية جديدة للحزب، تروم تعزيز حضور القيادة الجهوية في الميدان، والانتقال من التوجيه المركزي إلى التفاعل المباشر مع المنتخبين، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه الجماعات الترابية على مستوى التدبير والتمويل والبرمجة التنموية.

وقد شملت الزيارة رؤساء ومنتخبي الجماعات الترابية التابعة لعمالة مراكش: السويهلة، اسعادة، الأوداية، أكفاي، أيت إيمور، وسيد الزوين، حيث تم عقد جلسات حوار مفتوح حول الإكراهات اليومية التي تواجه المنتخبين في تدبير الشأن المحلي، سواء تعلق الأمر بضعف الموارد المالية أو التعقيدات الإدارية أو تأخر تنفيذ المشاريع التنموية ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي.

اللقاء لم يكن بروتوكولياً بقدر ما كان محطة لتشخيص واقعي لاحتياجات الجماعات، حيث تم تبادل وجهات النظر حول ملفات حساسة مثل البنية التحتية، الماء الصالح للشرب، الطرق القروية، ودعم الأنشطة الفلاحية التي تعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي. كما أبرز المشاركون أهمية تثمين المنجزات والممارسات الفضلى التي برزت في بعض الجماعات، والتي يمكن تعميمها كنماذج ناجحة لتدبير الشأن المحلي وفق مقاربة ناجعة ومواطِنة.

من خلال كلمته خلال اللقاء، أكد الدكتور طارق حنيش أن الأمانة الجهوية للحزب بجهة مراكش-آسفي منخرطة بشكل دائم في مساندة المنتخبين ومواكبتهم ميدانياً من أجل الوفاء بالتزاماتهم تجاه الساكنة، مشدداً على أن “العمل الحزبي الجاد يبدأ من القرب، ومن فهم الواقع المحلي قبل اتخاذ أي قرار تنظيمي أو سياسي”.

كما أبرز أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوير آليات المواكبة التقنية والسياسية، من خلال التنسيق الدائم بين المنتخبين والهيئات الجهوية للحزب، بهدف بلورة رؤية موحدة لمعالجة الملفات ذات الأولوية الاجتماعية والتنموية، انسجاماً مع التوجهات الوطنية للحزب بقيادة السيدة فاطمة الزهراء المنصوري.

تحليل هذا اللقاء التنظيمي يبرز بوضوح أن حزب الأصالة والمعاصرة يسعى إلى تجديد أسلوب اشتغاله الميداني، عبر تعزيز قنوات التواصل بين الأمانات الجهوية ورؤساء الجماعات، وتكريس ثقافة الإنصات والمساءلة الحزبية الداخلية بدل الاقتصار على الخطاب السياسي من أعلى إلى أسفل. إنها محاولة لإرساء جيل جديد من المنتخبين المحليين الذين يعملون وفق منطق الشراكة والالتزام والفعالية، وليس منطق الارتجال والقرارات الفوقية.

اللقاء الأول من نوعه الذي احتضنته عمالة مراكش يفتح الباب أمام دينامية تنظيمية جديدة داخل حزب الأصالة والمعاصرة، هدفها الأساس هو تحقيق توازن بين السياسة والميدان، وبين القيادة الجهوية والمنتخبين المحليين. وهو توجه يعكس إرادة فاطمة الزهراء المنصوري في إعادة الروح إلى الهياكل الحزبية على المستوى الترابي، وربط العمل السياسي بأولويات التنمية المحلية والعدالة المجالية، بما يعيد الثقة في الفعل الحزبي كأداة لتغيير الواقع لا مجرد منصة للخطاب.

ويُنتظر أن يشكل هذا اللقاء التواصلي خطوة تأسيسية في مسار التحضير المبكر للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، إذ يسعى حزب الأصالة والمعاصرة من خلال هذه الدينامية الميدانية إلى إعادة بناء جسور الثقة مع المنتخبين والناخبين على السواء، وإعداد قاعدة تنظيمية متماسكة قادرة على خوض غمار المنافسة المقبلة برؤية موحدة وبرامج واقعية تنبع من الميدان. فالحزب، من خلال هذه اللقاءات، لا يراهن فقط على استعادة المبادرة التنظيمية، بل يطمح إلى تجديد النخب المحلية وتكريس حضور فعّال في المجالس المنتخبة يعكس التزامه بخدمة التنمية الترابية والمواطنة المسؤولة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

حين يتحول النقد إلى إنكار… قراءة في خطاب حسن بناجح

نورالدين بازين مرة أخرى، يعود حسن بناجح القيادي