رشيد سرحان
في إنجاز تاريخي غير مسبوق، واصل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة كتابة فصول المجد الكروي، بعد أن تفوق على نظيره الأرجنتيني في مباراة مثيرة ضمن نهائيات كأس العالم للشباب المقامة بتشيلي، ليثبت مرة أخرى أن كرة القدم المغربية تسير بخطى ثابتة نحو العالمية.
منذ انطلاق اللقاء، أظهر الأشبال المغاربة روحًا قتالية وانضباطًا تكتيكيًا رفيعًا، جعلهم يفرضون إيقاعهم على منتخب من أقوى مدارس الكرة في العالم.
بمهارة عالية وثقة كبيرة، استطاع اللاعبون تحويل الضغط إلى فرص، والفرص إلى لحظات فرح مغربي خالص، ليوقعوا على فوز سيظل محفورًا في الذاكرة الكروية الوطنية.
لكن المشهد الأكثر تأثيرًا لم يكن داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل بعد صافرة النهاية، حين رفع لاعبو المنتخب المغربي علم الوطن عاليًا في سماء تشيلي، وكأنهم يرفعون معه علم قارة بأكملها، قارةٍ وجدت في المغرب ممثلًا مشرفًا ودليلًا على أن إفريقيا قادرة على مقارعة الكبار بثقة وندية.
هذا الانتصار الثمين على منتخب الأرجنتين العريق لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة مشروع كروي وطني متكامل أطلقته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحت الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الرياضة رافعة للتنمية ومجالًا لتألق الشباب المغربي في المحافل الدولية.
ويرى محللون رياضيون أن هذا الفوز يؤكد أن الجيل الحالي من لاعبي المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يحمل سمات الجيل الذهبي القادم، بما يمتلكه من موهبة، وانضباط، وحب عميق للوطن.
كما يعكس التطور الكبير في البنيات التحتية الرياضية والتكوين الأكاديمي، الذي جعل من المغرب منصة لتخريج نجوم المستقبل.
إنها لحظة فخر لكل مغربي، ورسالة للعالم مفادها أن أسود الأطلس الصغار لا يمثلون المغرب فقط، بل قارة بأكملها تتطلع إلى المجد والإشعاع.
“حين حملوا علم الوطن، حملوا معه كرامة أمة، وأمل قارة، ورسالة جيل جديد لا يعرف المستحيل.”