رشيد سرحان
عبّر الإطار الوطني هشام الدميعي في أول ظهور إعلامي له بعد عودته لقيادة فريق الكوكب المراكشي عن اعتزازه الكبير بالعودة إلى النادي الذي شكل محطة أساسية في مسيرته التدريبية، مؤكداً أن الهدف الأسمى من هذه العودة هو “إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية بين الكبار، بعقلانية وطموح متوازن”.
وأوضح الدميعي لجريدة مراكش الإخبارية أن التحاقه بالكوكب جاء بعد مرحلة من الراحة الذهنية والنفسية، أعقبت تجربة مع المنتخب الأولمبي البحريني، مشيراً إلى أن “العمل في البطولة الوطنية يبقى دوماً تحدياً خاصاً، لما يتطلبه من ضغط أسبوعي وتفاعل مباشر مع الجماهير”، مضيفاً أن “كرة القدم المغربية تظل فضاءً صعباً لكنه غني بالتجارب التي تصنع شخصية المدرب”.
وأكد المدرب المراكشي أن قبوله العرض جاء عن قناعة، نافياً ما راج من حديث حول رفضه تدريب الفريق سابقاً، موضحاً أن “الظروف هي التي لم تكن مواتية في المرات الماضية، أما الآن فالتوقيت مناسب والطموح مشترك بيني وبين إدارة النادي”.
وبخصوص الوضعية التقنية للكوكب، أشار الدميعي إلى أن “المهمة ليست سهلة، لكنها ممكنة”، مبرزاً أن أولوياته تتمثل في إعادة التوازن الذهني والبدني للاعبين، وبناء روح جماعية وقتالية داخل المجموعة، لأن “الفريق لا يمكن أن ينهض إلا عندما تكون له شخصية واضحة وروح تنافسية عالية”.
وشدد المتحدث على أن المرحلة الحالية تتطلب “العمل أكثر من الكلام”، مؤكداً أن النتائج لن تأتي إلا عبر الاستمرارية والانضباط والواقعية، مضيفاً: “لن أعد الجماهير بالانتصارات السريعة، لكن أعدهم بفريق يقاتل من أجل القميص ويستحق ثقتهم.”
وعن أهداف الموسم، أوضح الدميعي أن الغاية الأولى هي “تأمين البقاء بهدوء، ثم بناء فريق قوي قادر على التطور التدريجي”، داعياً الجمهور المراكشي إلى دعم اللاعبين ومساندتهم في هذه المرحلة الحساسة، لأن “التلاحم بين المدرجات والميدان هو مفتاح النجاح.”
وفي حديثه عن تكوين اللاعبين المراكشيين الذين تألقوا وطنياً ودولياً، اعتبر المدرب أن “غياب الاستقرار والهيكلة خلال السنوات الأخيرة حرم الكوكب من الاستفادة من أبنائه”، مشدداً على ضرورة إنشاء أكاديمية تكوين خاصة بالفريق على غرار الأندية الكبرى، لأن “الاستثمار في التكوين هو الضمان الحقيقي لاستمرارية المجد”.
واختتم الدميعي حديثه برسالة قوية إلى أنصار الكوكب قائلاً:
“الكوكب ليس مجرد نادٍ.. إنه تاريخ ووجدان مدينة بأكملها. سنعمل بتفانٍ حتى نعيد إليه مكانته وهيبته، فالفريق الذي صمد سبع سنوات في القسم الثاني يستحق أن يولد من جديد.”