طارق اعراب
تتواصل المكاسب الدبلوماسية للمملكة المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، في وقت تتعزز فيه المواقف المؤيدة لوحدة التراب الوطني. فقد أعلن مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لافتتاح قنصلية في الصحراء المغربية، مؤكداً أن هذا القرار يأتي في إطار الاستمرارية الواضحة للموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وقال بولس، في تصريح لقناة الشرق، إن “هذه الصحراء مغربية بلا شك، والرئيس ترامب سبق أن أكد بشكل رسمي سيادة المغرب عليها، ودعا إلى إيجاد حل دائم لهذا النزاع المفتعل.”
ويأتي هذا الموقف الأمريكي ليؤكد مرة أخرى نجاح الدبلوماسية المغربية في ترسيخ قناعات المجتمع الدولي بعدالة القضية الوطنية، مقابل تراجع الطرح الجزائري الذي ظل حبيس المواقف المتصلبة والمناورات السياسية الفاشلة.
وأشاد المسؤول الأمريكي بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، الذي دعا فيه الجارة الجزائر إلى حوار صريح ومسؤول، واصفاً الخطاب بـ“التاريخي والواضح” في رؤيته للحل النهائي، ومثمناً “النهج الهادئ والحكيم الذي يقوده العاهل المغربي في معالجة هذا الملف الشائك”.
وأشار بولس إلى أن مجلس الأمن الدولي يستعد خلال أسبوعين للتصويت على تجديد ولاية بعثة “المينورسو”، مؤكداً أن المرحلة الحالية تمثل فرصة حقيقية لإحراز تقدم نحو حل دائم، قائلاً: “نحن نعوّل على نبل جلالة الملك وعلى الموقف التاريخي الذي عبّر عنه، وعلى التعاون مع جميع الأطراف، بمن فيهم الجزائريون.”
وأضاف أنه قام مؤخراً بزيارة إلى الجزائر والتقى الرئيس عبد المجيد تبون، حيث قال إن اللقاء كان “ممتازاً جداً”، وإن تبون “يرحب بإعادة تحسين العلاقات مع المغرب ومع الشعب المغربي الشقيق”، معتبراً أن الأجواء الراهنة تهيئ لانفراج محتمل في العلاقات بين الجارين.
وختم مستشار ترامب حديثه قائلاً:
“لقد حان الوقت لإنهاء صراع دام خمسين عاماً، ونحن متفائلون أكثر من أي وقت مضى بإمكانية التوصل إلى حل إيجابي ودائم، بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس ورؤية المغرب الحكيمة التي تحظى بدعم دولي واسع.”
ويظهر من هذه التصريحات أن المغرب يواصل كسب معركة الصحراء على جميع الأصعدة، مستنداً إلى شرعيته التاريخية ومشروعية مبادرته للحكم الذاتي، في مقابل تراجع الجزائر أمام قوة الموقف المغربي وثقة المجتمع الدولي في توجهاته.