خولة العدراوي
مع انطلاق الموسم الفلاحي 2026-2027، يواجه المغرب تحديات مناخية غير مسبوقة نتيجة استمرار الجفاف للسنة السابعة على التوالي وتأخر التساقطات المطرية في معظم المناطق ،وأكد وزير التجهيز والماء نزار بركة أن الوضع المائي “استثنائي”، إذ لم تتجاوز واردات المياه في شتنبر 160 مليون متر مكعب، مع انخفاض نسبة ملء السدود إلى 32 في المائة، ما يعكس عجزاً مائياً يصل إلى 58 في المائة.
هذا الوضع أثّر بشكل مباشر على الزراعة البورية، حيث تأخرت عمليات الحرث والبذر وتقلصت المساحات المزروعة بالحبوب، كما تراجعت المراعي الطبيعية، مما رفع تكاليف الأعلاف. ورغم تحسن محدود في بعض المناطق الشمالية والوسطى خلال الربيع الماضي، إلا أن المخزون المائي يبقى مقلقاً، خصوصاً للمناطق المسقية.
في ظل هذه الظروف، يدفع الجفاف المتواصل نحو تغييرات هيكلية في البنية الزراعية، مع تراجع الزراعات الموسمية التقليدية، مقابل التوجه نحو محاصيل أقل استهلاكاً للماء، مثل الزيتون واللوز، إضافة إلى توسيع استعمال تقنيات الري بالتنقيط ومشاريع تحلية المياه في بعض الجهات الساحلية.
ولتخفيف آثار الجفاف، تعمل الدولة على دعم الفلاحين، خاصة الصغار، عبر دعم الأعلاف، تسريع مشاريع الماء، وتشجيع الزراعات المقاومة للجفاف، إلى جانب الدعوة لاعتماد الزراعة الذكية مناخياً وتحسين تدبير الموارد المائية. ورغم هذه الجهود، يبقى الموسم الفلاحي الحالي محفوفاً بالمخاطر، ويعتمد نجاحه على تحسن التساقطات خلال الأسابيع المقبلة.