الركراكي يغتال طموح باعوف بتصريح جبان… هل حان وقت الرحيل لحماية مستقبل “أسود الأطلس”؟

الركراكي يغتال طموح باعوف بتصريح جبان… هل حان وقت الرحيل لحماية مستقبل “أسود الأطلس”؟

- ‎فيرياضة, في الواجهة
171
0

هيئة التحرير

 

في عالم كرة القدم حيث تتصدر المواهب الشابة المشهد، يأتي تعليق وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، على الموهبة الدفاعية الصاعدة إسماعيل باعوف ليفتح جدلاً واسعاً حول أسلوب تعامل المدربين مع الجيل الجديد من اللاعبين الواعدين، ويدفع نحو إعادة النظر في فلسفة التواصل بين المدرب وإعلامه.

الموهبة الواعدة وتصريح مثير للجدل

برز اسم إسماعيل باعوف كواحد من أبرز المواهب الدفاعية الشابة في الكرة المغربية، حيث قدم أداءً متميزاً في مونديال الشباب، مما أثار آمال الجماهير حول إمكانية انضمامه للمنتخب الأول. غير أن تعليق الركراكي على هذه الموهبة جاء مخيباً للآمال بالنسبة للكثيرين. فقد صرح المدرب الوطني بأن “باعوف يقدم مستويات جيدة في مونديال الشباب، ولكن ما زال لديه مجال للتطور أكثر مع ناديه من أجل حمل قميص منتخب الكبار”.

هذا التصريح الذي وُصف من قبل متابعين بأنه غير موفق، يحمل قسوة غير مبررة تجاه لاعب شاب يمكن أن يمثل مستقبلاً صخرة دفاع “أسود الأطلس”. فبدلاً من أن يكون حافزاً للتطوير، تحول التصريح إلى موضوع للنقد والجدل، خاصة مع إجماع الخبراء على أن اللاعب يمتلك كل المقومات الفنية والبدنية التي تؤهله للانضمام للمنتخب الأول في المستقبل القريب.

نمط متكرر من التوتر في التواصل

لم تكن تصريحات الركراكي حول باعوف سوى حلقة في سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها مدرب المنتخب الوطني. فبعد الخروج المخيب من كأس أمم إفريقيا 2024 بالكوت ديفوار، كان الجمهور ينتظر تقييماً هادئاً ومصارحة حقيقية، لكن ما حصل كان عكس ذلك تماماً. فقد عاد الركراكي إلى الواجهة بنبرة مليئة بالاستخفاف والردود المستفزة، حيث صرح منتقداً: “كتلقى شي واحد، ما نقولش برهوش، مع قالو ليا خايبة، جالس فمقهى داير كاسكيطة، شاد براد أتاي، ما عمره شد كرة، كيقلب على لايك ويبدا يكتب على اللاعبين وعليا”.

هذه التصريحات لا تليق بمن يشغل منصب مدرب منتخب وطني يمثل 40 مليون مغربي، ولا بمن يُفترض أن يكون قدوة في التواصل، ومُجسداً لقيم التواضع والانضباط. لقد تحولت شخصية المدرب الذي عرفه المغاربة متواضعاً وشغوفاً ومنصتاً، إلى شخصية منشغلة بالرّد على كل انتقاد، وكأن مهمة قيادة المنتخب اختُزلت في مجابهة الصحافة ورواد السوشيال ميديا.

اختلال في موازين التواصل التدريبي

يبدو أن أسلوب الركراكي في التعامل مع لاعبيه يتناقض مع المبادئ الأساسية للتواصل الفعال بين المدرب واللاعب. فحسب خبراء التدريب، يعد التواصل الفردي بين المدرب واللاعب أداة حيوية لتحسين الأداء الرياضي، حيث يسمح للمدرب بفهم نقاط القوة والضعف لكل لاعب بشكل فردي، وتقديم توجيهات مباشرة وملاحظات بناءة تساعد اللاعب على التطور.

كما يشير الخبراء إلى أن التواصل الفردي الفعال يمكن أن يكون مصدراً قويًا للتحفيز والدعم النفسي، حيث يمكن للمدرب أن يقدم تعليقات إيجابية ومشجعة للاعبين، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على تحقيق أهدافهم والتغلب على التحديات. لكن يبدو أن الركراكي فضل النقد العلني على النقد البناء في الكواليس، مما قد يترك آثاراً سلبية على الحالة النفسية للاعب الشاب وحماسه.

تداعيات محتملة على مستقبل المواهب الوطنية

يأتي الجدل الدائر حول تصريحات الركراكي في وقت حاسم بالنسبة للمنتخب الوطني، خاصة مع الاستعدادات لخوض غمار كأس أمم إفريقيا 2025 التي سيقام على أرض المغرب. فالتعامل غير المدروس مع المواهب الصاعدة قد يكون له تبعات سلبية على المدى الطويل، لا سيما في ظل المنافسة الدولية على الجيل الجديد من اللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة.

فبعض المحللين يحذرون من إمكانية توجه باعوف لتمثيل منتخب بلجيكا، حيث يملك اللاعب الجنسية المزدوجة، في حال شعر بعدم التقدير الكافي من طرف الجهاز الفني المغربي. وهذا ليس بمستبعد في ظل المناخ الحالي، حيث يشعر اللاعب أن جهوده وتألقه لا يلقان التقدير المناسب من مدرب المنتخب الأول.

نحو فلسفة جديدة للتواصل

ما حدث مع باعوف والركراكي يفتح الباب لنقاش أوسع حول حاجة المنتخب الوطني إلى فلسفة جديدة في التواصل، تقوم على أساس احترام اللاعبين ودعمهم، خاصة في المراحل المبكرة من مسيرتهم. فالدعم النفسي للاعبين لا يقل أهمية عن التدريب التكتيكي والبدني، والمدرب الناجح هو من يوازن بين هذه الجوانب جميعاً.

إن بناء الثقة بين المدرب واللاعبين يتطلب تحضيراً جيداً وتواصلاً بصرياً فعالاً ولغة جسد إيجابية واستماعاً نشطاً وصدقاً وشفافية، وهي كلها عناصر لا يبدو أنها حاضرة بقوة في أسلوب الركراكي الحالي. فالمدرب الحكيم هو من يدرك أن تطوير المواهب الشابة يحتاج إلى الدعم والتحفيز، لا إلى التصريحات التي قد تحمل في طياتها الإحباط.

 

للإشارة، يمثل الجدل حول تصريح الركراكي بشأن إسماعيل باعوف نموذجاً لأزمة التواصل التي يعيشها المنتخب الوطني في ظل قيادة الركراكي. فبدلاً من أن يكون تصريحه حافزاً للاعب شاب على الاستمرار في التطور والعطاء، تحول إلى أداة لإثارة الجدل والانقسام.

كأس أمم إفريقيا 2025 على أرض المغرب ستكون محكاً حقيقياً للركراكي ومنهجه، ولن تكون هناك مبررات للفشل في ظل الظروف المثالية التي ستتوفر للمنتخب. لكن الأهم من تحقيق النتائج هو بناء نظام متكامل لرعاية المواهب الشابة وصقلها، نظام قائم على التواصل الفعال والدعم النفسي والثقة المتبادلة، وهي عناصر لا يمكن للمنتخب الوطني أن يبلغ القمة بدونها.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

الشركة الجهوية تعلن عن انقطاع الكهرباء بمراكش وهذه الأحياء المعنية