طارق أعراب
تعيش ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش ورمزها العالمي، على إيقاع أشغال تأهيل كبرى أطلقتها جماعة مراكش في سباق مع الزمن، من أجل إنهاء المشروع في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، استعداداً لعودة الساحة في حلتها الجديدة، التي تجمع بين الأصالة المغربية والتجديد الحضري.
المشروع الذي يندرج ضمن برنامج تأهيل الفضاءات التاريخية والتراثية، يهدف إلى تجديد البنية التحتية للساحة بما يشمل إعادة تبليط الأرضية بالحجر التقليدي، وتحسين الإنارة العمومية، وتجديد شبكات الصرف والماء والكهرباء، مع الحفاظ الصارم على الطابع المعماري الأصيل الذي جعل من جامع الفنا موقعاً مصنفاً ضمن التراث الشفهي واللامادي للإنسانية من قبل اليونسكو.
وتتابع رئيسة جماعة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري شخصياً مختلف مراحل الأشغال، حيث شددت على ضرورة الالتزام الصارم بالآجال المحددة وجودة التنفيذ، مؤكدة أن المشروع يمثل “رهاناً حضارياً وسياحياً” لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء الرمزي الذي يعكس روح المدينة.
وتسهر فرق تقنية وهندسية متخصصة على إنجاز الورش بوتيرة مكثفة، وسط تتبع ميداني دائم من مصالح الجماعة والسلطات المحلية، بهدف ضمان احترام المعايير الفنية والحفاظ على جمالية الساحة التي تشكل مفخرة للمراكشيين وللمغرب ككل.
وفي تصريحات متفرقة، عبر عدد من التجار والفنانين الشعبيين ورواد الحلقة عن تفاؤلهم الكبير بهذا المشروع، مؤكدين أن إعادة تأهيل الساحة ستنعش النشاط السياحي والثقافي، وستمنح مراكش دفعة جديدة لاستقبال زوارها في أحسن الظروف.
ومن المرتقب أن تُفتح ساحة جامع الفنا في وجه العموم بحلتها الجديدة قبل انطلاق الموسم السياحي المقبل، في مشهد يليق بمكانتها العالمية كأحد أبرز المعالم التي تختزل عبقرية التراث المغربي وروحه المتجددة.