محمد خالد
تحوّل ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مساء المباراة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره الكونغولي، إلى مسرح لجدل وطني تجاوز المستطيل الأخضر. فبينما كانت الأنظار تترقب أداء “أسود الأطلس” وسط انتقادات واسعة للأداء الباهت رغم الانتصار، خطفت لافتة ضخمة بالمدرجات الأضواء، لما حملته من رسالة سياسية رمزية أثارت استياءً عارماً.
اللافتة التي كُتب عليها: “بفضل رؤية وعمل فوزي لقجع، كرة القدم المغربية أصبحت عالمية”، اعتبرها كثيرون تجاوزاً غير مقبول ومحاولة لإضفاء طابع شخصي على إنجاز وطني جماعي، تقف خلفه قبل كل شيء الرؤية الملكية السامية والتوجيهات الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الرياضة، خصوصاً كرة القدم، رافعة للدبلوماسية والتنمية والاعتزاز الوطني.
وانتشرت صور اللافتة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف النشطاء عن استغرابهم من السماح برفعها داخل منشأة وطنية ترمز للوحدة الرياضية، مشددين على أن “النجاح الكروي الذي يعيشه المغرب اليوم هو ثمرة رؤية ملكية استراتيجية وتعبئة جماعية لكل المكونات: الجامعة، الأندية، اللاعبين، والجماهير، لا مجهود شخص واحد مهما كان موقعه”.
ودعا عدد من المتابعين إلى فتح تحقيق عاجل حول الجهة التي سمحت بإدخال ورفع اليافطة، خاصة وأن الملاعب الوطنية تخضع لإجراءات مراقبة صارمة من قبل السلطات والمنظمين، مما يثير تساؤلات عن خلفيات هذه الخطوة ودلالاتها.
في المقابل، يرى محللون أن الحادثة تكشف هشاشة التوازن بين الاعتراف بالجهود الفردية واحترام العمل المؤسساتي المؤطر بالرؤية العليا للدولة، مؤكدين أن الحفاظ على هذا التوازن ضروري لصون مصداقية المشروع الرياضي المغربي الذي حقق إشعاعاً قارياً وعالمياً في عهد الملك محمد السادس.
