طارق أعراب
أعلنت حركة جيل “Z”، مساء اليوم الأربعاء، عن تعليق جميع أشكال الاحتجاج الميداني والتعبيرات التصعيدية التي كانت قد دعت إليها في عدد من المدن المغربية، وذلك تقديراً واحتراماً للمؤسسة الملكية ولجلالة الملك محمد السادس.
وجاء هذا القرار، وفق بيان أصدرته الحركة ونُشر على منصاتها الرقمية، بعد نقاش داخلي واسع بين أعضائها ومنسقيها الجهويين، خلص إلى ضرورة تغليب روح المسؤولية الوطنية والالتزام بالاستقرار العام، خاصة في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وأكدت الحركة في بلاغها أن الاحتجاج كان دائماً وسيلة سلمية للتعبير عن المطالب الاجتماعية والاقتصادية، وليس غاية في حد ذاته، مشيرة إلى أن احترام رموز الدولة وفي مقدمتها جلالة الملك يشكل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو المساس به بأي شكل من الأشكال.
وأضافت أن جيل “Z” سيواصل الدفاع عن مطالبه “بطرق حضارية، عبر الحوار، والتواصل المؤسساتي، والعمل الميداني المسؤول”، معربة عن استعدادها للانخراط في أي مبادرة وطنية من شأنها تعزيز الثقة بين الشباب والدولة، وإيجاد حلول عملية للقضايا التي تهم هذه الفئة، من تعليم وتشغيل وعدالة اجتماعية.
وقد لقي هذا القرار ترحيباً واسعاً من عدد من الفاعلين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، الذين اعتبروا أن الخطوة تعبّر عن نضج ووعي سياسي متزايد لدى الجيل الجديد من الشباب المغربي، القادر على المزاوجة بين المطالبة بالحقوق واحترام الثوابت الوطنية.
ويرى مراقبون أن إعلان الحركة تعليق احتجاجاتها يمهّد لمرحلة جديدة من الحوار والتقارب بين مؤسسات الدولة والشباب المحتج، بعد أسابيع من التوتر والنقاش العمومي حول مطالب جيل “Z” وموقعه في المشهد الاجتماعي والسياسي المغربي.
بهذا القرار، تؤكد حركة جيل “Z” أنها ليست حركة فوضى أو رفض مطلق، بل مبادرة شبابية واعية تبحث عن الإصلاح في إطار الاحترام والمؤسسات، في خطوة اعتبرها البعض بداية لتحول نوعي في طريقة تعاطي الجيل الجديد مع الشأن العام، وعودة إلى خطاب التوازن والمسؤولية الوطنية.
