طارق واعراب
الشباب… باغين التغيير ولكن؟
رشيد المنصوري يوجّه رسالة صريحة لجيل جديد من المغاربة: التغيير ما كيتحققش بالكلام، ولكن بالفعل والإرادة والمسؤولية
في حديث قوي وصريح، وجّه البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد المنصوري، رسالة عميقة إلى الشباب المغربي، دعاهم فيها إلى الانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة الفعل والمسؤولية، مؤكدًا أن الشفافية والمحاسبة هما أساس الثقة بين المواطن والدولة، وأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من المشاركة الفعالة، لا من التفرج أو التشكيك.
المنصوري استهل حديثه قائلاً:
“بغينا الشفافية ديال بصّح، ماشي الشفافية ديال التصاور فالفيسبوك، ولا ديال التصريحات ديال التغليط والتشويش… بغينا الشفافية ديال الحساب وربط المسؤولية بالمحاسبة، اللي خدم خاصو يتحاسب، واللي ما خدمش حتى هو يتحاسب فـ الولاية ديالو.”
وأوضح أن الثقة في العمل السياسي لا يمكن أن تستمر إلا حين يشعر المواطن أن كل مسؤول، مهما كانت درجته، يخضع للمساءلة، مبرزًا أن “العدالة في المحاسبة ما كتختارش الوقت، كتختار المبدأ”.
البرلماني التجمعي ذكّر بفترة امتدت من 2011 إلى 2021، واصفًا إياها بـ”مرحلة الوعود الكبيرة التي لم تُترجم في الميدان”، في حين أكد أن من 2021 إلى 2025 هو وقت الجدّ والعمل والإنجاز، مشيرًا إلى أن “المغرب ديال اليوم ما بقاش هو ديال البارح، كاين وعي، كاين متابعة، وكاين تقييم حقيقي للمسؤولين”.
وأضاف أن الحكومة الحالية “حققت مجهودات كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم والدعم الاجتماعي، وحتى في العالم القروي كاين تحرك واضح”، لكنه أقرّ أن “المواطن ما زال باغي يشوف التغيير كيوصل لدارو، فالمستشفى، فالمدرسة، فالطريق، فالخدمة”.
وفي لحظة استحضار لمساره الشخصي، كشف المنصوري أنه دخل المعترك السياسي سنة 2017 بدعوة مباشرة من رئيس الحزب عزيز أخنوش، قائلاً:
“جا عندي السي عزيز أخنوش شخصياً وقالّي: خاصنا شباب معانا فالمسار… قلت ليه شوف شي حد آخر. قالّي: بغينا اللي يخدم، ماشي اللي يهضر.”
ومنذ ذلك الحين — يقول المنصوري — “آمنت أن السياسة تكليف قبل ما تكون تشريف، وأنها خدمة للبلاد، ماشي سباق على المناصب”.
وأشار إلى أن أخنوش شجع دائمًا الشباب على الانخراط في السياسة والمساهمة في صنع القرار، معتبرًا أن هذا التوجه “يمثل إحدى ركائز التجديد السياسي الذي ينادي به جلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
كما وجه المنصوري انتقادًا مباشرًا لظاهرة “الفرجة السياسية”، قائلاً:
“بزاف ديال الشباب كيهضرو على التغيير، ولكن ملي كتوصل المسؤولية كيتراجعو. كل واحد باغي يشوف الإصلاح، ولكن قليل اللي باغي يتحمل تعب التسيير والضغط والانتقاد.”
وأكد أن التغيير “ما كيتحققش بالكلام ولا بالشعارات، ولكن بالفعل، بالصبر، وبالإصرار”، مشددًا على أن “اللي خدم بصّح خاصو يتعرف، واللي ما خدمش خاصو يتحاسب، باش نعرفو الفرق بين المخلص والمتظاهر”.
وختم البرلماني كلمته بدعوة مفتوحة للشباب المغربي قائلاً:
“ما تبقاش غير كاتتفرج وتقول السياسة ما بقاتش كتصلاح… كون انت اللي يصلّحها! شارك فـ الانتخابات، خُد المبادرة، بيّن أن الشباب قادر يصنع الفرق.”
وأضاف:
“اللي باغي يشوش راه ما باغيش الخير لهاذ البلاد، ولكن التغيير الحقيقي كيدّار فنهار الانتخابات، فالصندوق، ماشي فالفيسبوك ولا فالشارع.”
وختم المنصوري تصريحه برسالة أمل قائلاً:
“المغرب قادر يتبدّل بالفعل. الوقت اليوم ماشي للّوم، الوقت باش نخدمو، باش نرجعو الثقة ونبنو الأمل، ونقولو للعالم أن الشباب المغربي حاضر، وغادي يبدّل الواقع… ماشي بالشعارات، ولكن بالفعل.”