نساء ورجال التعليم..

نساء ورجال التعليم..

- ‎فيرأي
235
0

ذ.سعيد اوحديف

لسنا في حاجة إلى الخوض في عمق الأحداث ولا في نبش ذاكرة التاريخ، فصفحاتنا البيضاء ناطقة بما أنجزناه، وشواهد الوطن شاهدة على بصمتنا في كل عقلٍ نهض، وفي كل جيلٍ أضاء طريقه بالعلم والمعرفة.
نعم، مرّ زمنٌ سُخِّر فيه الجهلُ للسخرية من العقول النيرة، وزُيِّن فيه للعامة أن المعلم عالةٌ لا رسالة، فكتبت بعض الأقلام المأجورة نكاتاً، وبثّت بعض المنابر الرخيصة سمومها في وجه المربين. لكن هيهات!
فقد صمدتم حين خاف غيركم، وواصلتم حين توقّف الجميع، وبنيتم بجهدكم ما حاول غيركم هدمه. واليوم، وقد انكشفت زيف الأقنعة، تبيّن للجميع أنكم كنتم وما زلتم صُنّاع الوعي وحُماة القيم وورثة الأنبياء.
لقد أدركوا ولو بعد حين أن من يستهزئ بالمعلم إنما يهدم وطنه، وأن الجهل لا يترك وراءه إلا فراغاً قاتلاً وجيلاً تائهاً لا يعرف أين يضع خطاه. أما أنتم، فكنتم وما زلتم جذور هذا الوطن، تزرعون في أطفاله الحلم، وفي شبابه النور، وفي أسرته الأمل.
اليوم، أنتم الأمل المتجدد، وأنتم القوة الهادئة التي تحفظ للبلد توازنه، وللقيم نبضها، وللأخلاق رونقها.
امضوا بثقة، وارفَعوا الرأس فخراً، فأنتم من يكتب الغد بمداد الصبر والعقل والحب.
أنتم المنقذون من الرداءة، والمصابيح التي لا تنطفئ مهما اشتدّ ظلام التفاهة.
فليكن تعليمكم هداية، وكلمتكم قدوة، وعزمكم وعداً بأن الوطن بخيرٍ ما دام في صفوفه من يشبهكم.
لكم كل الفخر والاعتزاز،
يا سادة الفكر والعلم والنور.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

بين “درويش السياسة” ووقار الدولة… هل يسيء بنكيران لصورة رجل الدولة في ظهوره الإعلامي؟

بقلم: نورالدين بازين ظهور بنكيران بلباس “الدرويش” أمام