مناظرة مراكش للمجتمع المدني تطلق مبادرة “مراكش تحضن أبناءها” دفاعاً عن الأسرة وتحصيناً للشباب

مناظرة مراكش للمجتمع المدني تطلق مبادرة “مراكش تحضن أبناءها” دفاعاً عن الأسرة وتحصيناً للشباب

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة, مستجدات
141
0

محمد خالد

في مبادرة نوعية تعبّر عن وعي المدينة وتاريخها الحضاري، أعلن عدد من الفاعلين المدنيين والثقافيين والتربويين عن إطلاق مشروع مجتمعي جديد تحت شعار “مراكش تحضن أبناءها”، يهدف إلى إعادة بناء جسور الثقة بين الأسرة وأبنائها، وتحصين الشباب من مختلف أشكال الانحراف والاستغلال، في سياق وطني ودولي يتطلب مزيداً من التماسك والمسؤولية.

وأكد المنظمون أن هذه المبادرة تأتي في لحظة وطنية دقيقة لتضع حداً للأصوات التي تحاول المس باستقرار الوطن، وترسخ في المقابل صورة المغرب كبلد آمن يحافظ على سلامة مواطنيه وممتلكاتهم، ويواصل تعزيز مكانته على المستويين الإقليمي والدولي.

ويرى الفاعلون في المجتمع المدني بمراكش أن المدينة، مثل باقي المدن المغربية، تعيش تحولاً اجتماعياً وثقافياً عميقاً ناتجاً عن الفجوة بين الأجيال؛ فجيل اليوم الذي نشأ في زمن الرقمنة والإنترنت، يختلف في نظرته وسلوكه عن الأجيال السابقة التي تشبعت بقيم التلاحم التقليدي. هذا التحول يفرض، حسبهم، تعاملاً جديداً مع قضايا التربية، والصحة، والتعليم، والسلوك المدني، ومع مختلف المظاهر التي تنبه الجمعيات باستمرار إلى خطورتها.

ويؤكد القائمون على المبادرة أن العديد من الإشكالات الاجتماعية يمكن تجاوزها سريعاً متى توفرت الإرادة الصادقة، في حين تحتاج أخرى إلى حلول تراكمية تتطلب وقتاً وإمكانات أكبر، خصوصاً ما يتعلق بالخصاص في البنيات والخدمات الأساسية. غير أن الرسالة الجوهرية، كما يشير أصحاب المشروع، هي أن الشباب المغربي اليوم ينتظر حلولاً عملية وسريعة، وهو ما يستدعي من الأسرة والمجتمع والدولة التحلي بالواقعية والتواصل الإيجابي لتوضيح المجهودات والإمكانات المتاحة.

وتقوم المبادرة على تكتل مدني واسع يضم جمعيات محلية، وأولياء أمور، ونساء ورجال التعليم، ومثقفين، وفنانين، ورياضيين، يتقاسمون رؤية مشتركة هدفها مساندة الأسرة المغربية في استعادة الثقة بأبنائها، وإحياء الأمل في وطن يسير بخطى ثابتة نحو التنمية، بفضل قواه الوطنية الصادقة والمخلصة.

وتستند رؤية “مراكش تحضن أبناءها” إلى القيم الإسلامية الأصيلة التي تحث على برّ الوالدين وصلة الرحم، وتحذر من العقوق والفتنة، معتبرة أن تماسك الأسرة هو خط الدفاع الأول عن السلم الاجتماعي، وأن حماية النسيج الأسري ركيزة أساسية لبناء مغرب متوازن وقوي.

وبشكل عملي، ستنطلق الحملة بحملة تحسيسية تدعو الأسر إلى الاتفاق مع أبنائها على البقاء في المنازل بعد الساعة الثامنة مساءً كإجراء وقائي رمزي، يليها إطلاق سلسلة من الورشات التفاعلية، والأنشطة الثقافية والترفيهية، والدعم النفسي والتربوي في مختلف الأحياء، بهدف تحويل الفضاءات الحضرية إلى مجالات آمنة للحوار والتفاهم والتربية على القيم.

وفي تصريح لجريدة كلامكم، قال مولاي الحسن النبوي أحد أعضاء اللجنة المنظمة:

“نحن نؤمن أن حماية الشباب مسؤولية جماعية تبدأ من البيت ولا تنتهي عند المدرسة، وأن مراكش بما تملكه من تاريخ وإنسان وثقافة، قادرة أن تكون نموذجا في إعادة الثقة بين الأجيال، وفي ترسيخ قيم المواطنة والسلم الاجتماعي.”

فمبادرة “مراكش تحضن أبناءها” ليست مجرد شعار، بل رسالة جماعية من مدينة التاريخ والحضارة إلى جيل المستقبل، بأن مراكش كانت وستبقى مدينة الأمل، والإبداع، والتلاحم الإنساني.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. الاحتجاجات تفرض نظام توقيت جديد بالمدارس التعليمية…

إعداد رشيد سرحان https://youtu.be/gsWC_7laHY0?si=p41gbgC6XCUIX_1P