نورالدين بازين/ الرباط
وجهت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، مليكة الزخنيني، مداخلة قوية خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، وضعتها في مواجهة مباشرة مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية.
الزخنيني، المعروفة بانتقاداتها الحادة لسياسات الحكومة في المجال الاجتماعي، لم تتردد في تحميل الحكومة مسؤولية ما وصفته بـ”الاختلالات البنيوية” التي يتخبط فيها قطاع الصحة. وقالت في مداخلتها: “لقد نبهنا مرارا، وبمسؤولية، إلى الاختلالات البنيوية التي يعرفها قطاع الصحة، غير أن الحكومة اختارت التعامل مع ملاحظات المعارضة بعقلية المزايدات بدل الإصغاء والنقد البناء.”
وأضافت النائبة أن ما يعيشه الواقع اليوم، وما يعكسه الشارع المغربي من تذمر واسع، يؤكد صواب ما كانت المعارضة تحذر منه، ويضع المنجز الحكومي أمام امتحان حقيقي عنوانه العجز عن تلبية أبسط حقوق المواطنين في خدمات صحية كريمة وفعالة.
وشددت الزخنيني على أن المواطنين ما زالوا يعانون من ضعف البنية التحتية الصحية، وقلة الموارد البشرية، وسوء تدبير المواعيد الطبية، إلى جانب مشاكل التمويل وتوزيع الخدمات بين المجالين الحضري والقروي. وانتقدت في الآن ذاته ما وصفته بـ”الخطاب التبريري للحكومة” الذي لم يعد يقنع المغاربة، معتبرة أن ما يحتاجه القطاع هو إصلاح جذري وشجاع بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة.
وتأتي هذه المداخلة في سياق تصاعد النقاش العمومي حول أداء المنظومة الصحية، خصوصاً بعد إطلاق ورش الحماية الاجتماعية وتعميم التأمين الصحي، وهي المشاريع التي اعتبرتها البرلمانية الاتحادية “طموحة في الخطاب، متعثرة في التنزيل”.
الزخنيني ختمت مداخلتها بدعوة الحكومة إلى الإصغاء الحقيقي لنبض الشارع، والاعتراف بعمق الأزمة الصحية، والقطع مع منطق المزايدات، مؤكدة أن “المواطن المغربي لم يعد يقبل المزيد من الانتظار أو الوعود الفضفاضة، بل يطالب بخدمات صحية تحفظ كرامته وحقه في العلاج.”
