خولة العدراوي
شهدت عدد من المدن المغربية منذ 27 شتنبر موجة احتجاجات قادها شباب يطلقون على أنفسهم “جيل Z” للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.
ففي البداية اتسمت المظاهرات بطابع سلمي، حيث رفع المحتجون شعارات تدعو إلى تحسين أوضاع التعليم والصحة، وتوفير فرص الشغل، والحد من غلاء المعيشة لتعبير عن رأيهم لا أقل ولا أكثر ،غير أن التدخل الأمني لتفريق المحتجين وما رافقه من استعمال القوة، أدى إلى توتر الأجواء وتحول بعض الوقفات إلى مواجهات مباشرة مع السلطات.
وبينما ظلت الاحتجاجات سلمية في عدة مناطق عرفت مدن أخرى انزلاقات إلى أعمال عنف وتخريب للمتلكات العمومية والخاصة، وهو ما أدخل المشهد في دائرة الفوضى وأثار جدلاً واسعًا بين من يحمل السلطات مسؤولية اللجوء إلى القمع، ومن يرى أن بعض المحتجين انحرفوا عن المسار السلمي المشروع.
ويؤكد متتبعون أن ما وقع يعكس عمق الاحتقان الاجتماعي وسط فئة واسعة من الشباب، في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بفتح حوار وطني جاد يضع أولويات المواطنين في صلب السياسات العمومية، تفاديًا لتكرار سيناريوهات العنف والفوضى وحفاظًا على الطابع السلمي للتعبير عن المطالب المشروعة.
